الصدر الكبير الرئيس الصاحب أمين الدين أبو الغنائم سالم بن محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صرصرى التغلبي.
كان أسن من أخيه نجم الدين بن صرصرى، وقد سمع الحديث وأسمعه، وكان صدرا معظما، ولى نظر الدواوين ونظر الخزانة، ثم ترك المناصب وحج وجاور بمكة، وقدم إلى الشام فأقام بها دون السنة، وكانت وفاته يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة، ودفن بتربتهم بالسفح.
القاضي جلال الدين عثمان بن أبي بكر بن محمد النهاوندي.
قاضي صفد وأعمالها، وكان قاضيها منذ فتحها الملك الظاهر، وكان شكلا حسنا مهيباً، مات في هذه السنة.
الصدر الكبير الرئيس زين الدين محمد بن أحمد بن محمود العقيلي القلانسى.
مات في هذه السنة، ودفن بسفح قاسيون، وكان شيخا حسنا من الكتاب المتصرفين العقلاء، وهو والد الشيخ جلال الدين، والشيخ عز الدين المحتسب بدمشق وناظر الخزانة.
الشيخ الإمام العلامة حجة العرب بهاء الدين محمد بن إبراهيم، المعروف بابن النحاس الحلبي النحوي.
مات بالقاهرة، ودفن بالقرافة بالقرب من تربة الملك العادل زين الدين كتبغا، ومولده في سنة سبع وعشرين وستمائة بحلب، وانتقل منها إلى القاهرة واستوطنها، ومات في جمادى الأولى منها، كان إماما في العربية يشار إليه في عصره، وكان عنده مروءة وحسن خلق وكرم نفس، وله نظم كثير، فمنه قوله:
إني تركت لذي الورى دنياهم ... وظللت أنتظر الممات وأرقب
وقطعت في الدنيا العلائق ليس لي ... ولد يموت ولا عقارٌ يخرب
وله في مليح مشروط:
قلت لما شرطوه وجرى ... دمه القاني على الخد اليقق
غير بدعٍ ما أتوا في فعلهم ... هو بدرٌ ستروه بالشفق
وقال: اجتمعت أنا والشيخ شهاب الدين مسعود السنبلي والضياء المناوى، فأنشد كلٌ بيتين من شعره، فكان الذي أنشده السنبلي قوله في مليح مكارى:
علقته مكارياً ... شرد عن عيني الكرى
كأنه البدر فما ... يمل من طول السرى
وقال الضياء المناوى:
أفدى الذب يكبت بدر الدجى ... لحسنه الباهر من عبده
سموه جمرياً وما أنصفوا ... ما فيه جمرى سوى خده
وأنشد الشيخ بهاء الدين البيتين اللذين أنشدهما في المليح المشروط.
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: كنت أنا والشيخ بهاء الدين بن النحاس نتمشى بالليل بين القصرين فرأينا صبيا مليحا يسمى جمال وهو مصارع، فقال الشيخ شهاب الدين: تعال حتى ننظم في هذا المصارع: فنظم الشيخ بهاء الدين فيه:
مصارعٌ تصرع الآساد سمرته ... تيهاً فكل مليح دونه همج
لما غدا راجحا في الحسن قلت لهم ... عن حسنه حدثوا عنه ولا حرج
ونظم الشيخ أثير الدين:
سبانى جمالٌ من مليح مصارع ... عليه دليلٌ للملاحة واضح
لئن عزمنه المثل فالكل دونه ... وإن خف منه الخصر فالردف راجح
قال الشيخ أثير الدين وسمع شهاب الدين العزازى بنظمنا فنظم:
هل حكمٌ ينصفني من هوى ... مصارعٌ يصرع أسد الشرى
مذ فر مني الصبر في حبه ... حكى عليه مدمعي ما جرى
أباح قتلي في الهوى عامداً ... وصاح كم من عاشقٍ في الورى
رميته في أسر حبي ومن أج ... فان عينيه أخذت الكرى
الشيخجمال الدين أبو الدر ياقوتبن عبد الله المستعصي الكاتب ببغداد مات في هذه السنة، وكان يكتب على طريقة ابن البواب، وهو من المشهورين في الكتابة والفضيلة والنظم وغير ذلك، وأصله رومي من مماليك الإمام المستعصم، كتب عليه خلق من الأكابر والكتاب.
ومن نظمه ما ذكره علم الدين البرزالي، قال أنشدني أبو شامة، قال أنشدني ياقوت المستعصمي لنفسه:
تجدد الشمس شوقي كلما طلعت ... إلى محياك يا شمسي ويا قمري
وأسهر الليل ذا أنس بوحشته ... إذ طيب ذكرك في ظلمائه سمري
وكل يومٍ مضى لي لا أراك به ... فلست محتسبا ماضيه من عمري
ليلي نهار إذا ما درت في خلدى ... لأن ذكرك نور القلب والبصر
وله: