أبو محمد بن عبد السلام بن علي بن عمر الزواوى المالكى، قاضي قضاة المالكية بدمشق.

محمد بن علي بن محمود بن علي الشهرزورى، الشيخ صلاح الدين، مدرس القيمرية.

أحمد بن محمد بن إبراهيم، شمس الدين أبو العباس، ابن خلكان، قاضي القضاة.

ثالثا:

أحداث سنة 682

وصول الملك المنصور صاحب حماة إلى الديار المصرية.

توجه السلطان إلى جهة البحيرة لحفر الخليج المعروف بالطيرية.

رسم السلطان لنائب المملكة الحلبية بأن يوجه وجه الغازات إلى سيس وأعمالها.

تجريد السلطان عسكرا لمضايقة الكرك.

ذكر توجه السلطان إلى الشام وعوده.

تقرير هدنة عكا اعتبارا من 5 ربيع الأول سنة 682 هـ.

ذكر العقد للملك الأشرف على بنت الأمير سيف الدين نوكية.

وصول الشيخ عبد الرحمن من عند السلطان أحمد وصحبته صمداغو.

ذكر فتوح تونس بشعار السلطان واسمه.

ذكر واقعة اتفق وقوعها بين أحمد سلطان ملك التتار الجالس ببيت هولاكو وبين أرغون ابن أخيه أبغا.

ذكر مقتل توكدار الملقب أحمد سلطان بن هولاكو.

ذكر مملكة أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك التتار.

ذكر فتوح قلعة قطينا واقتلاعها من يد العدو المخذول.

ذكر فتوح ثغر الكختا واستنقاذه من الكفار.

ذكر توجه السلطان إلى الشام المحروس

وفيها توجه السلطان إلى الشام المحروس، لتدبير أحواله والنظر في مصالحه، وكانت الأخبار قد بلغته بقتل السلطان أحمد، واستقرار أرغون في الملك بعده، وأن فرقة من التتار تقدير أربعة آلاف فارس حضرت مقفرة طالبة نحو الشام، فسار إلى دمشق، فدخلها في الثاني من شهر جمادى الآخرة، فسر الناس بقدومه، وقدّم النظر في كل مهم تكون المصلحة في تقديمه، وأحضر رسل أحمد سلطان، وقد كانوا لما وصلوا إلى الشام أنزلوا بقلعة دمشق، واحتفظ بهم، وولم يكن أحد من الاجتماع بهم، بل كانوا في دار رضوان، وغلمانهم وجواسيسهم بمعزل عنهم، والإقامات جارية عليهم، والأنزال واصلة إليهم.

واستدعاهما السلطان، وهما الشيخ عبد الرحمن وصمداغو، ولم يكونا علما بموت مرسلهما.

وكان عبد الرحمن هذا قدوة الملك أحمد، ومشيره، وهو الذي أشار عليه بالإسلام، على جهة المكر والخداع، حتى يطمئن من هذه الجهة، ويتفرغ لينال قومه، وأقاربه، وتحكم هذا الشيخ في البلاد، وتحدث في جميع الأوقاف، بالعجم والعراق والروم، وجبى إليه من أموالها جمل عظيمة، وأظهر للمغل من المخاريق والحيل ولأنواعها أشياء أخذ عقولهم بها، فمالوا إليه ميلا كبيرا، واتخذوه مشيرا، وصار الملك أحمد وعشيرته يقفون بين يديه، ويتمثلون أمره.

وأصله موصلى، وكان مملوكا، يقال له: عبد الرحمن النجار، وتوهم أنه إذا حضر إلى السلطان يتم له عنده ما تم له في العراق، ويصير منه ما صار في تلك الآفاق، فكان الأمر بخلاف ذلك، لأنه لما خرج من الأوردو استصحب جماعة من أكابر المغل، وهم: صمداغو وجماعة، وكتابا، وفقهاء، وفقراء، وكان يحمل على رأسه جتر في الطريق، وحلقة سلحدارية، وحواشى، وأرباب أشغال، وغلمان، وأخباره كانت تتصل بالسلطان، منزلة بمنزلة، فلما وصل إلى البيرة تلقاه الأمير جمال الدين أقش الفارسي، أحد أمراء حلب، ومنعه من حمل الجتر والسلاح، وتنكب به، ومن معه عن الطريق المسلوكة، وساق بهم في الليل، وقرّر مع المجردين صحبته أن أحدا لا يكلمهم ولا يملأ عينه منهم، ولما وصل بهم إلى حلب أخفى أمرهم، وأخرجوا منها في الليل، وسيرّ بهم في غير الجادّة على العادة، ولما وصلوا إلى دمشق أدخلوا في الليل، وأنزلوا في القلعة على الصورة التى ذكرناها إلى أن حل السلطان بدمشق، فلما دخل بين يديه سمع كلامه رفيقيه وهما صمداغو وشمس الدين ابن الصاحب، وقبل هدية الشيخ المذكور، وأخذ الكتاب الذي على يده من جهة أحمد سلطان.

ذكر نسخة الكتاب الواصل من أحمد سلطان ثانيا:

بسم الله الرحمن الرحيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015