والسلطان الملك السعيد بن الملك الظاهر بدمشق، والعساكر الذين خامروا عليه الذين كانوا بالمرج، ثم رحلوا إلى الكسوة هناك، وقد اتفق في هذه السنة أمور عجيبة من وقوع الخلف بين الممالك كلها، قد اختلفت التتار فيما بينهم واقتتلوا، فقتل منهم خلق كثير، واختلفت الفرنج الذين في الساحل وقتل بعضهم بعضا، وكذلك الفرنج الذين هم في البحر اختلفوا واقتتلوا، وافتتلت قبائل الأعراب بعضهم في بعض قتالا شديدا، وكذلك وقع الخلف بين العشير من الوارنة بعضهم على بعض وقامت الحرب بينهم على ساق، وهكذا وقع الخلف بين الأمراء الظاهرية كما ذكرنا في العام الماضي.
وهم الذين خرجوا عن طاعة الملك السعيد، وصلوا إلى القاهرة في ربيع الأول من هذه السنة، ونزلوا تحت الجبل الأحمر، فاتصل بالأمراء المقيمين في القلعة قدومهم، وكان بها الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي أمير جاندار، والأمير علاء الدين أقطوان الساقي، والأمير سيف الدين بلبان الزريقي أستاذ الدار، فتقدموا إلى متولى القاهرة بغلق أبوابها فأغلقت، وبنى خلف أكثرها حيطانا.
فراسلهم الأمراء في فتح أبواب المدينة ليدخل العسكر إلى بيوتهم ويبصروا أولادهم، فإن عهدهم بعد بهم.
فنزل الأمير عز الدين الأقرم والأمير علاء الدين أقطوان الساقي إلى الأمراء ليجتمعا بهم ويبصرا أحوالهم، فبادر سيف الدين كوندك بالقبض عليهما وعلى الحسام لاجين البركنجاني، فإنه حضر صحبتهما. وأرسل الأمراء ففتحوا أبواب المدينة، ودخل الناس إلى بيوتهم بأثقالهم، وحمل هؤلاء الأمراء الثلاثة المقبوض عليهم إلى الدار السلطانية التي كانت سكن الأمير سيف الدين قلاون المعروفة بالأمير فخر الدين عثمان بن قزل، فعوقوا بها، وأما الأمير سيف الدين الزريقي أستاذ الدار، فإنه استوثق من أبواب القلعة وأغلقها، فتقدم الأمراء لحصارها.
الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى.
الأمير سيف الدين أيتمش السعدى.
الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار.
الأمير بدر الدين بكتاش الفخري.
الأمير بدر الدين بيليك الأيدمرىّ.
الأمير شمس الدين سنقر البكتوتى.
الأمير علم الدين سنجر طردج.
الأمير سيف الدين بلبان الحبيشىّ.
الأمير بدر الدين بكتاش النجمى.
الأمير علاء الدين كشتغدى الشمسىّ.
الأمير سيف الدين بلبان الهارونىّ.
الأمير بدر الدين بجكا العلائى.
الأمير بدر الدين بيبرس الرشيدىّ.
الأمير بدر الدين كندغدى الوزيرى.
الأمير بهاء الدين يعقوبا الشهرزورى.
الأمير سيف الدين أيتمش بن أطلس خان الأمير سيف الدين بيدغان الركنى.
الأمير بدر الدين بكتوت بن الأتابك.
الأمير علاء الدين كندغدى أمير مجلس.
الأمير سيف الدين بكتوب جرمك.
الأمير ركن الدين بيبرس طقصوا.
الأمير سيف الدين كوندك.
الأمير عز الدين أيبك الحموىّ.
الأمير شمس الدين سنقر الألفى.
الأمير سيف الدين سنقرجاه الظاهرى.
الأمير سيف الدين شاطلمش.
الأمير سيف الدين قلنجق الظاهرى.
الأمير سيف الدين قجعار الحموى.
ومن سواهم من الأمراء الصغار، ومقدمى الحلقة، وأعيان المغاردة والبحريّة، وأحاطوا بالقلعة، ومنعوا عمن بها الماء والميرة، وضيقوا عليهم.
ولما رأى الملك السعيد نغا الأمراء والعساكر عنه ومسيرهم نحو الديار المصرية جمع من كان بدمشق من بقايا العسكر المصرية ومن حوته من العساكر الشامية واستدعى العربان ومن ينضم إليهم من الفرسان وأنفق فيهم بدمشق، وخرج منها وسار إلى الديار المصرية، فلما وصل إلى غزة تسلل أكثر العربان وتفرقوا، فلما وصل إلى بلبيس لم يبق من العساكر إلا صبابه لا ترجى بها إصابة، ورأى أنه لا ينتفع بهم، فأعطى الشاميين منهم دستورا، فعادوا من هناك صحبة الأمير عز الدين أيدمر الظاهرىّ نائب الشام.
ولما وصل المذكور دمشق وحصل فيها اجتمع الأمير جمال الدين أقوش الشمسى والأمراء الذين بدمشق وقبضوا عليه، وأرسلوه إلى الديار المصرية مقيّدا.