وكان ممن قتل من سادات الأمراء الأمير الكبير ضياء الدين بن الخطير، وسيف الدين قزان619 العلائي، وسيف الدين قبجق الجاشنكير، وعز الدين أبيك الشقيفي، وأسر جماعة من أمراء المغول ومن الأمراء ومن أمراء الروم جماعة أيضا، فمن المغول أسر زيرك وهو صهر أبغا، وصرطق وهو من أقاربه، وجوديه، وبردكيه، وتماديه، ومن الروميين علاء الدين بكلاربكى بن البرواناه حاكم الروم، ابن أخته وهو ولد خواجا يونس، ونور الدين بن جاجا، وسراج الدين أخوه، وقطب الدين أخو الأتابك، وسيف الدين سنقوجاه السيواسى، ونصرة الدين صاحب سيواس، وكمال الدين عارض الجيش بالروم، وحسام الدين كياوك قرابة البرواناه، وسيف الدين على شير التركانى، وحضر في الإحسان سيف الدين جاليش أمير دار وهو أمير العدل والمظالم، وميكائيل صاحب سنوب، وظهير الدين متوّج مشرف الممالك، ونظام الدين أوحد بن شرف الدين بن الخطير وإخواته، وقاضى قضاة الروم حسام الدين الحنفى، ومظفر الدين جحاف، وأولاد ضياء الدين بن الخطير، وسيف الدين كجكجنا الجاشنكير.

ونور الدين المنجنيقي، وأولاد رشيد الدين صاحب. ملطية كمال الدين وإخوانه، وأمير على صاحب كركر، فما منهم إلا من أحسن السلطان إليه وأفاض إنعامه عليه.

وأما توقو وتداون فإنهما قتلا في المعركة، وأما البرواناه فإنه كان مع جماعته وعسكر الروم في طلب واحد وحده منفرد عن أطلاب التنار كما ذكرناه ولما رأى انهزام التتار بارد بالهروب هو وأصحابه وولّوا الأدبار، وأخذ البرواناه معه السلطان غياث الدين وفخر الدين الوزير ومن كان بقيسارية وتوجّه بهم إلى توقات، وكانت إقطاعا له.

وقال بيبرس في تاريخه: وفي هذه الواقعة أخذ سيف الدين قلاون الألفي: سيف الدين جاورشى، وسيف الدين قفجاق، واشترى سيف الدين سلاّر، لولده علاء الدين على الملقب عند سلطنته بالملك الصالح، فكان ذلك في طالع طلعه سعوده وغربت نحوسه، فإن المشار إليه ترقت به السعادة إلى ما سنذكره في موضعه إن شاء الله واسم أبيه طغرل، وكان البرواناه قد قرّبه وأدناه وصيّره أميرشكار.

ذكر دخول السلطان قيساريّة

وجلوسه على كرسيّ المملكة الروميّة:

ثم ان السلطان الملك الظاهر رحل من مكان المعركة يوم البت حادي عشر الشهر ونزل قريب الكهف والرقيم وعبر على خان قرطاي وهو خان مبني بالحجر الأحمر، وله مغلاّت متسعة ودواوين متفرقة ومجتمعة، ونزل بالقرب من عسيبٍ، وهي التي يقول فيها امرئُ القيس بن حجر الكندىّ:

أجارتنا إن الخطوب تنوب ... وإنى مقيمٌ ما أقام عسيب

أجارتنا إنا غريبان ههنا ... وكلّ غريبٍ للغريب نسيب

وهو مدفون هناك.

ولما وصل إلى وطاق كيخسرو وخرج أهل قيسارية كافة لتلقيّة، وكان دهليز السلطان غياث الدين مضروبا هناك، فنزله.

وأقام على قيسارية سبعة أيام ينتظر حضور البرواناه إليه ليقرر معه قاعدة ينتظم بها مصالح الإسلام بتلك البلاد، وتجرى بها أمورهم على السداد، وأرسل إليه مملوكا له، كان قد حصل في الأسر مع ولده، وكتب إليه كتابا على يده يحثه على الحضور، ويوضح له ما يترتب على حضوره من مصالح أمر الجمهور، فأبى إلا النفار لما جرت به دنو أجله الأقدار، فلما أيس السلطان من أمره رحل عن قيسارية عائداً، ورتب فيها سيف الدين جاليش نائبا، وكتب إلى أولاد قرمان يحرضهم على الحضور، وركب يوم الجمعة سابع عشر ذى القعدة وعلى رأسه الجتر، وشاهد الناس منه صاحب القبة والسبع، وخطب له في جوامع قيساريّة وهي سبعة، وقبل في ذلك أبيات:

وما كان هذا التخت من حين نصبه ... لغير المليك الظاهر البدر يصلح

مليك على اسم الله ما فتحت له ... صوارمه البيض المواضى ويفتح

أتته وفود الروم والكلّ قائل ... رأيناك تعفو عن كثير وتصفح

فأوسعهم حلما، وأولادهم ندى ... فأمسوا على أمن ومنّ فأصبحوا

وقال الأمير ناصر الدين محمد الحلى من أبيات في وقعة أبلستين:

عزمنا على اسم الله والله ربنّا ... نروم العدي قسراً بكل مضمّر

نروم بني قاقان جمعاً لأنهم ... بغوا وطغوا عن قسوة وتجبّر

لنا فيهم التارات تارات من مضى ... جدود لنا فاقوا بأطيب عنصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015