ومنها: أن الأمير شكال بن محمد أرسل إلى الأمير عز الدين جماز أمير المدينة النبوية وطلب العدا من بلاده، فأمتنع، ودافع، فحضر شكال إلى بنى خالد واستعان بهم عليه ليحاربه، فخاف وأرسل إلى السلطان مذعنا ملتزما القيام بحقوق الله واستخراجها من قومه.

وفيها: وفيها:

ذكر من توفى فيها من الأعيان

الشيخ المعمر أبو بكر بن إبراهيم الشيبانى البغدادى الصوفي بخانقاه سعيد السعداء.

مات في ليلة الثاني عشر من ذي القعدة بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم.

ذكر أنه ولد في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وكان شيخا صالحاً وصوفياً حسنا من أكابرهم المعروفين، كتب عنه.

الشيخ بها ءالدين أبو المواهب الحسن بن عبد الوهاب بن الشيخ ابي الغنائم سالم بن الشيخ ابي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الثعلبي الدمشقي.

ما في الرابع من صفر من هذه السنة بدمشق، ومولده سنة ثمان وتسعين وخمسمائة تخمينا، سمع من الكندى وغيره، وحدث بدمشق والقاهرة.

الشريف النقيب أبو الحسن على بن الحسين بن محمد بن الحسين بن زيد بن الحسن بن محمد بن ظفر الحسيني الأرموى الأصل المصري المولد والدار.

مات في ليلة الحادي والعشرين من صفر منها بالقاهرة، وتولى نقابة الأشراف بمصر مدة، ومولده سنة ثلاث وستمائة بمصر سمع من شيخ الشيوخ ابي الحسن على بن عمر بن حموية وحدث.

الشيخ المعمر أبو علي بن منصور بن ذبيان بن طلائع الإسكندراني المالكي.

مات في السادس من شهر ربيع الأول بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم، وقد نيف على المائة، كتب عنه.

الشيخ الصالح أبو الحجاج يوسف بن صالح بن صارم بن مخلوف الأنصارى الخزرحي القوصي المنعوت بالنور.

مات في العشر الأوسط من شهر ربيع الأول بمدينة قوص من صعيد مصر الأعلى، في عوده من الحج، سمع وحدث، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة، ومولده في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

الشيخ الأصيل أبو عبد الله محمد بن الشيخ ابي الطاهر منصور بن الخضرمي الصقلي الأصل الأسكندراني المولد والدار، المالكي العدل بالإسكندرية.

مات بالأسكندرية في الشعرين من جمادى الأولى، وهو من بيت الحديث، حدث هو وأبوه وجده، وجد أبيه، وجد جده خمسة منهم على نسق.

الأمير شهاب الدين أبو الجود جلدك بن عبد الله الرومي الفائزي.

مات في السابع عشر من شوال منها بالقاهرة، ودفن بالقرافة، وتولى عدة ولايات، وقال الشعر الحسن، وحدث بشيء من شعره.

الأمير جمال الدين أيدغدى بن عبد الله العزيزي.

كان من أكابر الأمراء وأحظاهم عند السلطان الملك الظاهر بيبرس، لا يكاد يخرج عن رأيه، وهو الذي أشار عليه بولاية القضاء من كل مذهب على سبيل الاستقلال.

وكان رحمه الله متواضعاً، لا يلبس محرماً، كريما، وقوراً، رئيساً، معظماً في الدول، أصابته جراحة في حصار صفد، ولم يزل ضعيفاً منها حتى مات ليلة عرفة، ودفن بالرباط الناصري بسفح جبل قاسيون، وكان سمع وحدث.

24 - /فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الخامسة والستين بعد الستمائة

استهلت هذه السنة، والخليفة هو: الحكم بأمر الله.

وسلطان البلاد المصريّة والشاميّة: الملك الظاهر، ونائبه بدمشق: الأمير جمال الدين أقوش التجيبى، وبحلب: نور الدين على الهكارى، وبحماة: الملك المنصور.

وكان أول السنة يوم الأحد، وفي اليوم الثاني خرج السلطان من دمشق إلى مصر، وقد ذكرنا أنه أرسل العساكر بين يديه إلى غزة، وعدل هو إلى ناحية الكرك لينظر في أحوالها، ولما وصل إلى القاهرة واستقرّ ركابه فيها نظر في أمور الناس.

ثم في ثامن عشر ربيع الأول نزل السلطان إلى الجامع الأزهر وصلى فيه الجمعة، ولم تكن تقام فيه الجمعة من زمن العبيديين إلى هذا الحين، وهو أول مسجد وضع بالقاهرة، بناه جوهر القائد، وكان تقام فيه الجمعة إلى أن بنى الحكم جامعه فحول إليه الجمعة وترك الأزهر، فأمر السلطان بعمارته وبياضه وإقامة الخطبة فيه، وكان فراغ جوهر القائد من بنائه في سنة إحدى وستين وثلاثمائة في خلافة المعز بن المنصور بعد بناء القاهرة بثلاث سنين، ويقال إن به طلعما لا يسكنه عصفور ولا يفرخ به، واستمرت إقامة الجمعة فيه إلى يومنا هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015