48. من أشهر علماء المدارس النظامية أبو إسحاق الشيرازي والإمام الجويني، والغزالي.

49. إذا كانت إحدى ثمرات المدارس النظامية أنها مهدت الطريق لسيادة المذهب السني، فإنه كان من أبرز أثارها أيضاً تقلص نفوذ الفكر الشيعي، وخاصة بعد أن خرجت المؤلفات المناهضة له من هذه المدارس، وكان الإمام الغزالي - العالم السني - على قمة المفكرين الذين شنوا حرباً شعواء على الشيعة وخاصة الباطنية الإسماعيلية، فقد ألف فضائح الباطنية ... وغيرها من الكتب على أن الشيء المثير للأعجاب هو شجاعة الغزالي في حملته على الإسماعيلية الباطنية جاءت في وقت انتشر فيه دعاتهم في فارس، وتزايد خطرهم حتى أقاموا الحصون والقلاع وهددوا أمن الناس وسلامتهم وقاموا بالاغتيالات على نطاق واسع فشملت كثيراً من الساسة والمفكرين على رأسهم نظام الملك نفسه.

50. كان لكتابات الغزالي أثر قوي في مجال الرد على الباطنية، فقد استطاع بفكره القوي وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية، وأن يناصر المذهب السني فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية والعلوم العقلية من الفلسفة والمنطق والكلام في نسف جذور المذهب الباطني وقال فيهم كلمته التي سارت مسير الأمثال: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، فهم يتسترون بالتشيع وما هم من الشيعة في شيء وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام.

51. يعتبر الغزالي المنظر الكبير للدولة السلجوقية ولم يكن يعيش بعيداً عن الأحداث وصراعات السلاجقة مع خصومهم الفاطميين الإسماعيليين، فقد كان قبل عزلته وتركه للنظامية منظر الدولة الكبير وانتصر انتصاراً عظيماً لأهل السنة ولعقيدة الدولة السلجوقية السنية واستطاع أن يوجه ضربات قوية لعقيدة الدولة الفاطمية.

52. ساهم الغزالي بتعاليمه وكتاباته وتوجيهاته في مجال الإصلاح وشخص أمراض المجتمع من فساد رسالة العلماء، ووجود السلاطين الظلمة، وانتشار البدع والمنكرات ولم يكتف بتشخيص الأدواء بل ساهم في علاج الأمراض وتحدث عن ميادين الإصلاح والتي من أهمها:

* العمل على إيجاد جيل جديد من العلماء والمربين.

* وضع منهاج جديد للتربية.

* بناء العقيدة الإسلامية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015