33. إن من الأخطار العظيمة التي تواجه الأمة اليوم المد الباطني في أنحاء المعمورة وقد استهدف عقيدة الأمة وكتاب ربها وسنة نبيها وتاريخها وعظمائها والكثير من رموز الأمة الإسلامية في عالم السياسة والفكر والعلم والتاريخ والثقافة في حالة استرخاء وفتور والبراكين المدمرة تجري من تحتهم أفلا نستلهم الدرس ونستخرج العبرة، ونعمل بالسنن والقوانين الإلهية في الدعوة إلى الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فيكون من حكامنا، مثل ألب أرسلان في غيرته، ومن وزرائنا كنظام الملك في همته، ومن علمائنا كالجويني والغزالي وابن عقيل والبغوي وغيرهم في دفاعهم عن الكتاب والسنة والصحابة وقضايا الفكر، ونوظف الوسائل الحديثة في بث عقائد الإسلام الصحيحة وتاريخه الموثق وفكره البديع من خلال الفضائيات والإنترنت والمطابع والجرائد والمجلات والكتب والندوات والمؤتمرات والمناهج والمدارس والجامعات ووسائل الدعوة بأنواعها، نريد بذلك وجه الله وأجره ومثوبته ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

34. إن من أبرز الأهداف التي عملت المدارس النظامية على تحقيقها، تحقيق العبودية والأداء الأمثل للتكاليف الشرعية المختلفة، وتوفير جو علمي يساعد الأساتذة والمعلمين على أن يفكروا ويؤلفوا ويبتكروا، فيضيفوا كل جديد إلى العلوم المختلفة بصفة مستمرة، والعمل على توسيع الأفق الفكري لدى الطلاب، بالمدرسة لا تكتفي بتنمية الخبرات بل تعمل على أن تكسب الطالب الخبرات الجديدة الناتجة عن تجارب الأمم السابقة والمعاصرة وهذا ما يسمى عند علماء التربية الإسلامية نقل التراث وهذا يكون من خلال إطلاع على التراث الحضاري والفكري لدى الأمة مما يؤدي إلى توسيع الأفق لديهم نتيجة لإطلاعهم على تلك الخبرات ونشر الفكر السني ليواجه تحديات الفكر الشيعي ويعمل على تقليص نفوذه، إيجاد طائفة من المعلمين السنيين المؤهلين لتدريس المذهب السني ونشره في الأقاليم المختلفة، وإيجاد طائفة من الموظفين السنيين ليشاركوا في تسيير مؤسسات الدولة؟ وإدارة دواوينها وخاصة في مجال القضاء والإدارة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015