20. تعتبر معركة ملاذكرد من المعارك الفاصلة في التاريخ ويسميها بعض المؤرخين باسم الملحمة الكبرى وتعد أكبر نكسة في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وأصبحت الأراضي البيزنطية تحت رحمة السلاجقة وبذلك يكون السلاجقة قد تابعوا الجهاد الذي قام به المسلمون ضد الروم.

21. تعتبر هزيمة البيزنطيين في ملاذكرد نقطة تحول في التاريخ الإسلامي البيزنطي فلأول مرة يقع الإمبراطور نفسه أسيراً في أيدي المسلمين، فهي لا تقل أهمية عن اليرموك ونتائجها، فإذا كانت هذه الأخيرة قررت مصي بلاد الشام، فإن الأولى قد قررت مصير آسيا الصغرى، التي نجح الأتراك السلاجقة في فتحها والتوغل فيها، وكانت بذلك لبنة اجتثت من بناء الدولة البيزنطية، فمهدت لسقوطها فعندما فقدت الإمبراطورية ولاياتها الغنية في آسيا الصغرى أصبحت القسطنطينية رأسا حرم من الجسد الذي يسنده وبذلك غدت آسيا الصغرى برمتها مكشوفة أمام السلاجقة وهكذا بضربة واحدة دفعت الحدود التقليدية التي طالما فصلت بين الإسلام والمسيحية 400 ميل إلى الغرب ولأول مرة استطاع الأتراك السلاجقة أن يحرزوا مكاناً ثابتاً في تلك البقاع ومنُذ ذلك الحين فقد الرؤساء والجنود شجاعتهم ولم تحرز الإمبراطورية نصراً على الإطلاق.

22. ومن نتائج ملاذكرد أن قضى السلاجقة على التحالف البيزنطي الفاطمي، واضطربت بيزنطة إلى مصالحتهم، أما أرمينية فقد زالت منها الإدارة البيزنطية بعد أن هجرها سكانها وخضعت المدن الأرمينية للسلاجقة، كما أنهار نظام الدفاع البيزنطي الذي تولاه أمراء التخوم.

23. تُعد معركة ملاذكرد أشد ما وقع في التاريخ البيزنطي من كوارث، بل إنها أكبر كارثة حلت بالإمبراطورية البيزنطية حتى نهاية القرن الخامس الهجري.

24. إتاحة معركة ملاذكر 463هـ للسلاجقة الأنسياب إلى جوف آسيا الصغرى، وشجعتهم النزاعات والحروب الداخلية التي نشبت بين البيزنطيين على الاستقرار في ربوعها وتأسيس سلطنة عرفت في التاريخ باسم سلطنة سلاجقة الروم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015