25. ظهرت الدعوة النزارية الإسماعيلية التي تزعمها الحسن بن الصباح في عهد السلاجقة واستطاع أن يسيطر على قلعة الموت عام 483هـ في المشرق الإسلامي وجعلها مقراً له ولجماعته وحصن نفسه واتباعه في قلاع متناثرة في أقاليم بحر قزوين وثبت مركزه في قلعة الموت بنواحي قزوين واعتمد في أسلوبه على العنف والاغتيال وبث الرعب في نفوس الناس ويعتبر الحسن الصباح من إفرازات المذهب الشيعي الباطني الرافضي ومن الموالين للدولة الفاطمية.

26. استخدم دعاة الباطنية أساليب عديدة لخداع الجماهير، مثل التظاهر بالإسلام والانتساب إلى آل البيت والدعوة إليهم، والتقية واستهداف المسؤولين في الدولة العباسية واستخدام الإرهاب والعنف.

27. ظهر في عهد ألب أرسلان وملكشاه الوزير نظام الملك الذي كان من عباقرة عصره وقدم للأمة مشروعاً سنياً متكاملاً للإحياء السني والتصدي للغزو الباطني من خلال المدارس النظامية وكان الوزير نظام الملك رجل دولة من الطراز الأول في عهده فضبط أمور الدولة السلجوقية الاقتصادية والإدارية ومؤسساتها.

28. كان نظام الملك عالماً ديناً وجواداً عادلاً حليماً، كثير الصفح عن المذنبين، طويل الصمت، كان مجلسه عامراً بالقَّراء والفقهاء، وأئمة المسلمين وأهل الخير والصلاح، كان من حفظة القرآن، ختمه وله إحدى عشرة سنة، واشتغل بمذهب الشافعي وكان لا يجلس إلا على وضوء وما توضأ إلا تنفل، وإذا سمع المؤذن أمسك عن كل ما هو فيه وتجنبه فإذا فرغ لا يبدأ بشيء قبل الصلاة وكان إذا غفل المؤذن ودخل الوقت أمره بالأذان وهذا قمة حال المنقطعين للعبادة في حفظ الأوقات ولزوم الصلوات وكانت له صلة بالله عظيمة وكان يواظب على صيام الاثنين والخميس، وله الأوقاف الدّاره والصدقات الباّرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015