11. بدأ البساسيري في حملة انتقام واسعة النطاق من أهل السنة واستخدم عوام الشيعة ودفع لهم السلاح ونهب الشيعة دور أهل السنة وتّم الاعتداء على الرموز السنية والانتقام من أهل السنة في بغداد وتّم القبض على رئيس الرؤساء أبو القاسم بن المُسلمة ولامه البساسيري ووبّخه وضربه ضرباً مبرحاً واعتقله وفي يوم عيد الأضحى من سنة 450هـ ألبس البساسيري الخطباء والمؤذَّنين البياض وعليه هو وأصحابه كذلك وعلى رأسه الألوية المستنصرية والمطارد المصرية وخطب للمستنصر الفاطمي صاحب مصر والشيعة الرَّوافض في غاية السرور والأذان في سائر بلاد العراق بحيَّ على خير العمل وانتقم البساسيري من أعيان أهل بغداد انتقاماً عظيماً، وغَّرق خلقاً ممن كان يعاديه وبسط على آخرين الأرزاق والعطايا ولما كان يوم الاثنين ليلتين بقيتا من ذي الحجة أحضر إلى ما بين يديه الوزير أبو القاسم بن المسلمة المُلقَّبُ برئيس الوزراء وعليه جُبَّة صوف، وطرطور من لبد أحمر وفي رقبته مخنقة من جلود كالتعاويذ، فأركب جملاً، وطيف به في البلد وخلفه من يصفعه بقطعة من جلد، وحين اجتاز بالكرخ نثروا عليه خُلْقان المداسات، وبصقوا في وجهه ولعنوه وسبُّوه وهذه هي عادتهم عندما يتمكنون من مخالفيهم في كل زمان ومكان، وأوقف بإزاء دار الخلافة وهو في ذلك يتلو قوله تعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتُعزُّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" (آل عمران، آية: 16).فالبس جلد ثور بقرنيه وعُلّق بكلّوب في شِدقيه، ورفع إلى الخشبة حيّاً، فجعل يضطرب إلى آخر النهار، فمات رحمه الله وكان آخر كلامه أن قال: الحمد لله الذي أحياني سعيداً وأماتني شهيداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015