12. بقي الخليفة القائم بأمر الله العباسي في اعتقاله يدعو الله ويتضرع إليه وأرسل هذا الدعاء مع بدوي وأمره أن يعلقه على الكعبة وهو في أسره وإليك نص هذا الدعاء إلى الله العظيم من عبدك المسكين، اللهم إنك العالم بالسرائر المحيط بمكنونات الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك وإطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي، بما أن فيه عبد من عبيدك قد كفر بنعمتك وما شكرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك وتجبر بأناتك حتى تعدى علينا بغياً وأساء إلينا عتوا وعدوانا، اللهم قل الناصرون لنا، واغتر الظالم وأنت المطلع العالم والمنصف الحاكم، بك نعتز عليه، وإليك نهرب من يديه، فقد تعزز علينا بالمخلوقين ونحن نعتز بك يارب العالمين، اللهم إنا حاكمناه إليك وتوكلنا في إنصافنا منه عليك وقد رفعت ظلامتي إلى جرمك ووثقت في كشفها بكرمك، فأحكم بيني وبينه وأنت خير الحاكمين، وأرنا منه ما نرتجيه فقد أخذته العزة بالأثم، اللهّم فأسلبه عزه، ومكنا بقدرتك من ناصيته يا أرحم الراحمين، فحملها البدوي وعلقت على باب الكعبة. فحسب ذلك اليوم فوجد أن البساسيري قتل وجيء برأسه إلى بغداد بعد سبعة أيام من التاريخ.

13. أرسل الخليفة من أسره إلى السلطان طغرل بك يطلب منه معونته ومناصرته ولبّى السلطان دعوة الخليفة واستطاع السلاجقة أن يفكوا أسر الخليفة وأن يقضوا على البساسيري والوجود الفاطمي بالعراق فقد أدرك السلاجقة الخطر الذي يتهددهم من وراء انتشار الدعوة الفاطمية في بلدان الخلافة العباسية، لذلك اتبعوا سياسة حكيمة بعد أن قبضوا على زمام الأمور في بغداد تتمثل في مناهضة الدعوة الفاطمية، ودعاتها بالحزم والشدة.

14. حققت دولة السلاجقة انتصارات على المستوى الداخلي وقضوا على البويهيين والنفوذ الفاطمي بالعراق كما حققوا انتصارات على الجبهات الخارجية ضد الدولة البيزنطية في عهد طغرل بك السلجوقي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015