10. انقطعت دولة بني العباس من بغداد وأخرج الخليفة وحُمل إلى الأنبار وحبس بالحديثه، عند صاحبها مهارش بن مجلي العقيلي، فتولى خدمة الخليفة بنفسه وكان أحد وجوه بني عقيل وخطب لبني عبيد الفاطميين في بغداد أربعين جمعه في ولاية المستنصر وحاول البساسيري أخذ الخليفة العباسي وترحيله إلى مصر إلا أن قريشاً بن بدران تصدى لهذه المحاولة وعهد إلى ابن عمه الأمير محي الدين بن مهارش بالتحفظ عليه وتأمين حياته بعد أن استنجد به الخليفة قائلاً: عرفت ما استقر عليه العزم من إبعادي عنك واخراجي من يديك وما سلمت نفسي إليك إلا لما أعطيتني الذمام الذي يلزمك الوفاء به، وقد دخلت إليك ووجب لي ذمام عليك، فالله الله في نفسي، فمتى سلمتني أهلكتني وضيعتني ما ذلك معروف في العرب. وعلى الرغم من ذلك فلم يسمح البساسيري للخلفية القائم بأمر الله بالرحيل إلى الحديثة إلا بعد أن أرغمه على كتابة اعتراف بعدم أحقية بني العباس في الخلافة الإسلامية مع وجود بني فاطمة الزهراء عليها السلام - على حد زعمه - ولم يكتف البساسيري بذلك بل استولى على ثوب الخليفة وعمامته وأنفذها إلى الخليفة المستنصر بالله الفاطمي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015