8. دعم هبة الله الشيرازي حركة التمرد التي قادها قائد قواد الجند التركي أبو الحارث إرسلان البساسيري فقد كان هبة الله الشيرازي يتابع أحداث العراق وبخاصة أنه وقف على المكاتبات التي تبودلت بين الخليفة القائم بأمر الله والسلطان السلجوقي وأدرك مدى خطورتها على الخلافة الفاطمية، فعول على الاستفادة من الموقف المتدهور بين الخلافة والبساسيري وأصحابه، فأنفذ إليهم كتباً تضمنت تأييد الخليفة الفاطمي، وحكومته لهم، واستعدادهم لمدهم بالسلاح والمال، فوصلت إليهم هذه الكتب قبيل رحيلهم إلى واسط، فزادت من ثقتهم بانفسهم وقويت شوكتهم ورد البساسيري على مكاتبات الفاطميين برسالة بعث بها إلى المؤيد في الدين شكره فيها على اهتمامه بحركتهم وتأييدهم له ولاتباعه والتمس منه الإمداد السريع بالمال والخيل والسلاح لإظهار الدعوة الفاطمية في بلاد العراق وقد استجابت الدولة الفاطمية لمطالب البساسيري وتحصل على دعمها.
9. استفاد البساسيري من انشغال طغرل بك السلجوقي باخيه من أمه إبراهيم ينال الذي خرج على طاعة أخيه، فاضطر طغرل بك لمحاربته وترتب على ذلك خلو بغداد من الحامية السلجوقية مما أتاح للبساسيري الفرصة للاستيلاء على حاضرة الخلافة العباسية وإقامة الخطبة فيها للفاطميين فزحف إليها على رأس أربعمائة فارس حاملاً الرايات الفاطمية التي طرزت باسم " الإمام المستنصر بالله أبو تميم معد أمير المؤمنين، والتف حوله اتباع الدعوة الفاطمية الشيعية الرافضية في بلاد العراق. وأقيمت الخطبة للمستنصر بالله الفاطمي بجامع المنصور في يوم الجمعة الثالث عشر من ذيك القعدة سنة 450هـ وزيد في الأذان حي على خير العمل.