عصرون، الذي تولى القضاء له بالشام ثم لصلاح الدين بمصر، إعجابه الشديد بما قام به صلاح الدين من نصرة المذهب السني بمصر، والقضاء على الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي، ويطلب من أبي عصرون مساندة صلاح الدين في هذا الأمر الجلل (?).

3 - والواقع أن جميع الخطوات الحاسمة، التي اتخذها صلاح الدين لإسقاط الدولة الفاطمية بمصر والقضاء على الدعوة الإسماعيلية بها، جاءت بأمر مباشر من نور الدين،، ولم تتم إلا بعد أن وصل نجم الدين أيوب والد صلاح الدين من طرف نورالدين إلى مصر، ليشرف بنفسه ويساعد ابنه للقضاء على الدعوة الشيعية الإسماعيلية (?).

4 - وليس أدل على التبعية الكاملة لصلاح الدين تجاه نورالدين وكونه نائباً عنه في حكم مصر من كونه كان يخطب له على المنابر في أرجاء الدولة الفاطمية، إبان وزارته للخليفة الفاطمي العاضد (?) وأثر نقل الخطبة للعباسيين، كان الخطيب بمصر وأعمالها، يدعو لنور الدين بعد الخليفة، وقُررَّت السكة باسم المستضيء بأمر الله وباسم الملك العادل نور الدين فنُقش اسم كل منهم في وجه (?).

5 - وكان مجيء ابن القيسراني وزير نور الدين إلى مصر سنة 568 - 569هـ لكشف البلاد وارتفاعها ومراجعة حساباتها لتقرير القطيعة أو الوظيفة السنوية التي يدفعها صلاح الدين لنور الدين، أمراً طبيعياً يؤكد تبعية مصر لنور الدين (?).

6 - لقد أدركت الخلافة العباسية، هذه الحقيقة الجوهرية، فميزت بوضوح بين الخِلع الخليفية لنور الدين وبين الخِلَع الخليفية لصلاح الدين وجَعلت خِلع صلاح الدين أقل من خلع نور الدين في حين قلّدت نور الدين بالسيفين، إشارة إلى تقليده لقطري الشام ومصر، وفي نفس الوقت أرسل نور الدين من قبله خَلَعّ سيّرها من بلاد الشام إلى صلاح الدين وأهله وأمرائه بمصر (?)، وتأكيداً لتبعيتهم المباشرة له.

7 - كان صلاح الدين يراعي التأدّب في رسوم الملك، فلا يساوي نفسه بسيده نور الدين، فقد أرسل الرُّسل من القاهرة إلى نور الدين لتخبره بلبس صلاح الدين للخلع وباستجابة صلاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015