بأنه ألف كتاباً منفرداً، يدلل فيه على زيف نسب الفاطميين (?)، ولقد خصص أبو شامة في كتابه الروضتين، صفحات طوال في بيان أدّعاهم للنسب النبوي الشريف (?).
10 - الاستمرار في ملاحقة بقايا التشيع في الشام واليمن: هكذا قضى أهل السنة بزاعمة نور الدين محمود على الدولة الفاطمية، وأبادوا تراثها، وتتبعوا أتباعها في مصر وانكمش التشيع ودخل في طور التخفي والتَستر وبدأ زوال المذهب الشيعي الإسماعيلي في مصر مع استقرار وبدأ زوال المذهب الشيعي الإسماعيلي في مصر مع استقرار عساكر نور الدين في مصر عام 564هـ/1168م واستمر الأيوبيون بقيادة صلاح الدين بمواصلة القضاء على الدعوة الإسماعيلية في مصر واليمن والشام واستكملوا ما بدأه الغزنويون والسلاجقة والزنكيون في محاربة الدعوة الشيعية الإسماعيلية ونشر الدعوة السنية في إيران والشام وظل التشيع يضعف في مصر شيئاً فشيئاً حتى أصبحت تدين بمذهب أهل السنة والجماعة (?).
والحقيقة أن التدابير التي اتخذها زعماء أهل السنة، كنور الدين وصلاح الدين في محاربة المد الشيعي الرافضي أتت أكلها فنقرض من مصر ذلك المذهب الشيعي الرافضي بشكل كامل وهو فقه عميق والأمة في أشد الحاجة إليه والدرس أن اجتثت البدع من المجتمعات الإسلامية تحتج لرؤية شاملة ومشروع متكامل بين الأحياء الإسلامي الصحيح والتصدي للفكر الباطني وتربية الأمة على انتزاع حقوقها، ومقاومة الغزاة الصليبّين وفيما مضى تحدثنا عن بعض وسائل صلاح الدين في القضاء على المذهب والتراث الفاطمي العبيدي.
وقد استفاد صلاح الدين والأيوبيون من تجارب نور الدين في الإحياء السني والتصدي للتشيع الرافضي، وإعداد الأمة للمقاومة وانتزاع حقوقها من أعدائها، ولذلك لم يبدأ صلاح الدين من الفراغ وإنما استفاد من الوسائل النورية والتي من أهمها استحداث المدارس السنية، ودور الحديث، وجعل القضاء على المذهب السني وبسط إشرافه على المدارس، واستخدام الحسبة لإعادة مذهب أهل السنة، وتشجيع التصوف السني ورصد الأوقاف لمؤسسات المجتمع المدني، ونشر عقائد أهل السنة وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله عند حديثنا عن الدولة الأيوبية وقد قام الباحث محمد حمدان خالد القيسي بتقديم رسالة لاستكمال المتطلبات لدرجة الماجستير في جامعة اليرموك بالأردن حول أثر جهود صلاح الدين التربوية في تغير واقع المجتمع المصري يمكن الاستفادة منها في هذا الموضوع.