1 - جهاد الصليبيين وإخراجهم من بلاد المسلمين: تحقق هدف نورالدين محمود " المرحلي" وهو الوحدة الكاملة بين شمال العراق وبلاد الشام ومصر وبعد سنتين أي في عام 569هـ/1174م شملت مملكة نور الدين السودان والحجاز واليمن، فأصبح المشرق الإسلامي كله دولة واحدة تأمر بأمر زعيم واحد ينظر بشوق ولهفة إلى الهدف الاستراتيجي الذي سعى لتحقيقه، منُذ بداية حكمه، وهو تحرير بلاد الشام من الفرنجة المحتلين (?)، وقد أصبح هذا الهدف يلوح في الأفق فأمر بصنع منبر فخم للمسجد الأقصى لكي يأخذه معه عندما يتوجه لفتح القدس (?)، وكتب إلى صلاح الدين يأمر بالمسير على رأس جيش مصر ليلقاه على قلعة الكرك الفرنجية (?)، سار صلاح الدين كما أمره نور الدين وحاصر قلعة الشوبك "جنوب الكرك " فلم علم نور الدين بذلك خرج من دمشق نحو الجنوب ليلقى صلاح الدين ولكنه تلقى رسالة منه قبل وصوله إليه يبلغه فيها أن الأمور اضطربت بمصر وأنه يخشى استيلاء المعارضين على الأمور فيها، ولابد له من العودة لضبط الأمور وأنه سيعود في العام القادم للجهاد مع نور الدين (?)، كان نور الدين مهتماً اهتماماً كبيراً بقلع الكفار من بلاد الشام وعندما وصله شيء من ذخائر قصور الفاطميين، وغرائب المصنوعات من الذهب واللؤلؤ: قال: والله ما كانت بنا حاجة إلى هذا المال ولانسد به خلة الإقلال - فهو صلاح الدين - يعلم أنا ما أنفقنا الذهب في مصر وبنا إلى الذهب فقر .. لكنه يعلم أن ثغور الكفار من بلاد الشام (?). أي أنه لا يريد من المال والرجال إلا قلع الكفار من سواحل البلاد (?)
وأما صلاح الدين فقد كان يتفق مع نور الدين في الأهداف الاستراتيجية إلا أنه خاف من اضطراب مصر، فكان يهمه ترتيب شؤون مصر أولاً وصرف همه لهذا، ولذلك اضطر للرجوع ويبدو أن نور الدين فكر بدخول مصر بجيوشه والألتفاف على الصليبيين منها بقيادته وأحس صلاح الدين بنية نور الدين فجمع أهله في مصر وكان من بينهم أبوه نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي (?)، وبعض قادة الجيش وشاورهم فيما سمعه عن نية نور الدين التوجه لمصر وعزله عنها، فأشار عليه أحد أبناء إخوته ويدعى