2 - وضعه من مكانة قصر الخلافة الفاطمي: عمل صلاح الدين على وضع مكانة قصرالخلافة الفاطمية، بأن أسكن فيه أمراء دولته الأكراد وكان هذا العمل تأكيداً لسقوط الدولة الفاطميةن إذا ظلت الدولة الفاطمية تعرف طوال عصور ازدهارها " بالدولة القصرية " (?) نسبة لسكن خلفاء الفواطم لقصور عاصمتهم القاهرة ففي سنة 566هـ/1170م قبض صلاح الدين على القصور الفاطمية وسلمها لمملوكه قراقوش الخادم، ثم أسكنها لجنوده وأهله وأسكن أباه بقصر اللؤلؤة على الخليج وقد سكن القصور الفاطمية الملك العادل إبان نيابته للسلطان بمصر عن أخيه صلاح الدين (?).
3 - قطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر، وإبطال تدريس الفكر الفاطمي به: ما لبت صلاح الدين في سنة 567/ 1171م أن وجه للدعوة الفاطمية بمصر، طعنة قاتلة، كانت كفيلة ولا ريب بالإجهاز عليها، وذلك بقطعه للخطبة الجامعة من الجامع الأزهر الذي اتخذه الفاطميون جامعة لنشر علوم الدعوة الشيعية الإسماعيلية (?) وذلك بعد أن قلد وظيفة القضاء صدر الدين عبد الملك بن درباس، فعمل بمقتضى مذهبه، وهو امتناع إقامة الخطبتين للجمعة في بلد واحد، كما هو مذهب الإمام الشافعي، فأبطل الخطبة من الجامع الأزهر، وأقر الخطبة بالجامع الحاكمي من أجل أنه أوسع، فلم يزل الجامع الأزهر معطلاً من إقامة الجمعة فيه مائة عام من ذلك التاريخ، إلى أن أعيدت الخطبة في أيام الملك الظاهر بيبرس (?)، وأيد صلاح الدين هذه الخطوة الجريئة، بإزالة الشعائر الشيعية، التي أدخلها الفاطميون إلى مصر، واستمرت بها طول عصر دولتهم، من الآذان، وإبان إقامة الصلاوات، فأبطل من الأذان قول " حي على خير العمل " واستمر الآذان في مصر على المذهب السني (?) ومنع صلاح الدين ما كان قد تعود عليه المؤذنون في العصر الفاطمي، من السلام على الخليفة الفاطمي في الآذان (?)، وأقيمت الخطبة الجامعة بجامع الحاكم على نحو ياخذ الخطيب فيها مأخذاً سنياً يجمع فيه الدعاء للصحابة رضي الله عنهم، وللتابعين ومن سواهم، ولأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولعميه حمزة والعباس رضي الله عنهما، ويأتي للخطبة لاسباً السواد على رسم العباسية (?).
ومما لاشك فيه أن قطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر وما صاحب هذا من تعطيل دراسة مذاهب الشيعة بالأزهر، الذي ظل طوال العصر