ناصرها وأملها في القضاء على الدولة الفاطمية (?) وقد مرت العلاقات بين الجانبين بعد أطوار على المستويات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية والثقافية (?).

1 - الصعيد السياسي

1 - الصعيد السياسي: يلاحظ أن كلا من الطرفين، وجدت لديه دوافع لتوطيد علاقته السياسية بالآخر، وإذ احتاجت الدولة النورية من الخلافة تأييد حكمها للمناطق الخاضعة لها في بلاد الشام والجزيرة، إذ أن تأييد الخلافة لذلك بدعم حكم نور الدين، ويكسبه صفة المشروعية أمام رعاياه في تلك المناطق، ولذلك فقد حرص أشد الحرص على الحصول على تقاليد سيادته السياسية، ومن جهة الخلافة العباسية رأت في الدولة النورية قوة سياسية فعالة في المنطقة، من الممكن أن تجني من ورائها الكثير بتوطيد علاقاتها معها، وحيث إنها صارعت الصليبيين، فإن تأييد الخليفة العباسي لنور الدين كان يجعله محط تقدير بالغ لرعاياه في العراق وخارجه، وعملت الدولة النورية على توطيد علاقاتها السياسية بالخلافة العباسية عن طريق السفارات الدبلوماسية المتبادلة، وقد حرص نور الدين على اختيار السفراء الذين توافرت فيهم بعض الشروط العقلية والجسمانية، خاصة من عناصر أرباب الأقلام من الفقهاء والعلماء ومنهم من كان من أصل عراقي، لكي يدعم أكثر من غيره الصلات بين الجانبين، وقد حمل أولئك السفراء، الرسائل والهدايا لمخاطبة ود خليفة بغداد، واحتوت الرسائل على بعض المطالب أو إظهار الولاء أو التهنئة بمناسبة تولية الخليفة إلى نحو ذلك، ولدينا العديد من أسماء السفراء الذين ترددوا بين العراق والشام، وهؤلاء جميعاً مثلوا عدداً من قيادات الدولة النورية لاسيما في جهازها الإداري (?) ومن وراء تلك الاتصالات الدبلوماسية، قام ديوان الإنشاء النوري بدور كبير في إعداد الرسائل المناسبة لكل موقف، ولا نزاع أن ذلك الديوان تزايد دوره تعاظماً من خلال خدمته للسياسة الخارجية للدولة، ووجود شخصيه مثل العماد الكاتب الأصفهاني على رأسه يدل على مدى نشاطه (?)،

ومن أمثلة الاتصالات الدبلوماسية بين الجانبين أن نور الدين عندما أخضع دمشق لسيطرته عام 549هـ/1152م محققاً بذلك أحد أكبر انتصاراته العسكرية بعث الخليفة إليه عهداً بالسلطة وإقراراً بسيادته عليها (?) ولا شك أن العباسيين اعتقدوا أن الأسرة البورية السابقة لم تكن تفعل شيئاً معبراً عنهم بفضل مهادنتها لمملكة بيت المقدس الصليبية، كذلك حث الخليفة العباسي نور الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015