السلطان وأصحاب الولايات والمشايخ والعوام حتى آذوه مما يقبّلون يده، فأجلس في موضع بينه وبين الناس شباك بحيث لا يصل إليه أحد إلا رؤية، فكانوا يسلمون عليه وينصرفون ثم رجع إلى زاويته (?). قال عنه الذهبي: الشيخ الإمام الصالح القدوة، زاهد وقته (?).وقد ظهرت الآثار العلمية والعملية لمدرسة عدي بن مسافر في الدور الكبير الذي لعبه أكراد جبل هكار - فيما بعد - في جيش صلاح الدين حيث شكَّلوا أهم فرقة، واحتل عدد منهم منزلة الأمراء والقادة الذين حقّقوا الانتصارات وأنجزوا الفتوح (?). توفي الشيخ عدي بن مسافر في بلدة الهكارية ودفن بها عام 557هـ (?).

ب- مدرسة عثمان بن مرزوق القرشي: أسس هذه المدرسة الشيخ عثمان في "مصر" وكان يعُتبر من أعيان المشايخ الذين جمعوا بين الشريعة والزهد. كان حنبلي المذهب، وكانت له علاقات مع الشيخ عبد القادر الكيلاني. لقد لعب - فيما بعد - دوراً هاماً في تمهيد الأجواء لحملات نور الدين على مصر. استمر الشيخ عثمان في عمله بالقاهرة حتى وفاته عام 564هـ عن عمر يناهز السبعين ودفن بجانب قبر الإمام الشافعي (?).

ج- مدرسة أبو مدين المغربي: اشتهرت هذه المدرسة في "المغرب" وعرفت باسم الشيخ أبي مدين شعيب بن حسين الأندلسي الذي نشأ في منطقة أشبيلية في الأندلس ودرس فيها على مذهب الإمام مالك بن أنس، ثم سلك طريق الزهد وجال في المغرب واستوطن مدة في مدينة (بجاية) إلى أن استقر به الطواف في مدين "تلمسان " وبدأ في الإرشاد والتدريس حيث تخرج على يديه الكثير من شيوخ المغرب وزهادها (?)، ويصف الذهبي الشيخ أبا مدين بأنه كان من أهل العمل والاجتهاد والانقطاع للعبادة والنسك والتربية (?). كذلك اعتبره ابن تيمية من كبار الشيوخ المتآخرين الذين كانوا على طريقة صالحة ومنهج مستقيم (?). واستمر أبو مدين مواظفاً على التدريس والعبادة حتى وافاه الأجل حوالي عام 590هـ وكان آخر كلامه: الله الحي، ثم فاضت نفسه (?).

ح- مدرسة أبو السعود الحَريمي: درس في المدرسة القادرية وتربّى على الشيخ عبد القادر وصار المشار إليه بعده وصار له القبول التام عند الخاص والعام، وأسس مدرسة خاصة به ونجح نجاحاً قويا بين جماهير الفقراء وفتح لهم بابه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015