الصادق لا يهيَّجه كلامٌ غير كلام الله وهو في غنى عن " الأشعار والقيان والأصوات وصراخ المدعين، وشركاء الشياطين ركاب الأهوية، مطايا النفوس والطباع، أتباع كل ناعق وزاعق (?).

ج- محاولة التنسيق بين الفرق الصوفية وإيجاد التآلف بينها: في الفترة الواقعة بني عامي 546هـ - 550هـ (1151م - 1155م) جرت حركة تنسيق واتصالات بين الطرق الصوفية بهدف توحيد الجهود وتنظيم التعاون ولتحقيق هذا الهدف عقد عدد من الاجتماعات واللقاءات أدت إلى نتائج هامة على المستوى التنظيمي والمستوى النظري، وتصدر الشيخ عبد القادر الزعامة وكان أول الاجتماعات التي استهدفت توحيد القيادة عقد في رباط المدرسة القادرية الكائن في منطقة الحلة في بغداد، حيث حضر الاجتماع ما يزيد على الخمسين من شيوخ العراق وخارجه، وكان الاجتماع الثاني - خلال موسم الحج حيث حضره شيوخ الطرق الصوفية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي، حضر هذا اللقاء الشيخ عبد القادر الكيلاني من العراق، والشيخ عثمان بن مرزوق القرشي الذي شاعت شهرته وانتهت إليه المشيخة في مصر، والشيخ أبو مدين المغربي الذي يعود إليه نشر الزهد في المغرب (?) - في ذاك العصر) كذلك حضر الاجتماع شيوخ من اليمن حيث أرسل معهم الشيخ عبد القادر رسولاً ينظم أمورهم (?). وفي نفس الفترة جرت اتصالات بين الشيخ عبد القادر والشيخ رسلان الدمشقي الذي انتهت إليه تربية المريدين ورئاسة المشايخ في الشام (?). ثم تلا ذلك اجتماع موسع، حضره جمع كبير من الشيوخ الذين يمثلون مدارس الإصلاح في مختلف أقطار العالم الإسلامي، واستطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن ينقل التصوف السني إلى حركة منظمة في العراق وعلى مستوى العالم الإسلامي، ولقد ترتب على هذه اللقاءات المستمرة للمشايخ والعلماء آثار هامة منها.

- وحدة العمل لدى مدارس الإسلام عامة فقد أصبح للزعيم الشيخ عبد القادر اجتماعات متوالية مع كبار الشيوخ، يناقشون ما تحيله إليهم المدارس والأربطة في العالم الإسلامي من قضايا ومشكلات.

- إن المدارس والرباطات المختلفة أخذت ترسل إلى المدرسة القادرية النابهين من طلابها والمتقدمين من مرييها الذين ترى فيهم مؤهلات المشيخة في المستقبل، كما فعل الشيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015