أبو مدين المغربي حين أرسل أحد مريديه - صالح بن ويرجات الزركالي - إلى بغداد حيث أكمل علوم الفقه وسلوك الزهد على يد الشيخ عبد القادر لإكمال سلوك الزهد وعلوم الإرادة (?).

- إن إحكام الربط بين تعليم الفقه وسلوك الزهد أدى إلى خفة - بل ربما اختفاء - معارضة الفقهاء وإلى التعاون بين الطرفين، بل صار الفقهاء يجمعون بين الفقه والزهد ويسمون ذلك تكامل الشريعة والطريقة. وهذا الأمر جعل ابن تيمية يعتبر عبد القادر وأقرانه من قيادة مدارس الإصلاح نماذج فريدة في الجمع بين الفقه والزهد، فأطلق عليهم إصطلاح " الشيوخ الكبار المتأخرين " ونوّه في فتاويه بمزاياهم وتجردهم، واستقامتهم (?) الاتفاق على رؤية مشتركة للعمل والتعاون على تحقيق الأهداف المتفق عليها، وتقليل مساحة القضايا المختلف فيها مع وضع الخلاف في إطاره الطبيعي.

- خروج الزهد من عزلته التي كان فيها في حالة التصوف، وإسهامه في مواجهة التحديات التي تجابه العالم الإسلامي فقد توثقت الصلات بين نور الدين زنكي في دمشق وبين شيوخ مدارس الإصلاح في بغداد وحّران وجبال هكار ودمشق ثم أعقب ذلك تداعي هذه المدارس للعمل مع نور الدين فصلاح الدين، واستمر هذا التعاون حيث أولى السلطانان عنايتهما الفائقة بمدارس الزهد ورباطاتها، وبَنَيا لها فروعاً جديدة وأوقف عليها الأوقاف في المقابل حملت هذه المدارس مسؤولياتها وأخذت دورها في التوجيه المعنوي للجهاد بطريقة فعّالة ناجحه (?).

5 - النهوض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

5 - النهوض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يرى الشيخ عبد القادر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة أساسية لبقاء المجتمع وسيادة الخير فيه، فإن تُرك تطرق الفساد إليه. وهو واجب على كل مسلم ولكل حسب مستواه ودوره: فالسلاطين: إنكارهم باليد والعلماء إنكارهم باللسان، والعامة إنكارهم بالقلب (?)، والعلماء هم الفئة التي تقرر ما هو معروف مباح، وما هو منكر محرم، أما السلاطين، والعامة فعملهم تنفيذ ما يقرره العلماء في هذا المجال وللعلماء الذين يتسنمون هذه المنزلة صفات تحددهم في العلماء السالكين طريق الزهد دون سواهم هذه الصفات هي:

- أن يكون القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عالماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015