قبل الولاة أمثال الوند زاده علي باشا وسنان (?)
باشاً، وفي أثناء الاحتلال الإيراني الثاني 1033هـ/1623م قام صفي قولي بهدم مشهد الشيخ عبد القادر وخّرب مدرسته ونكل بأسرته. وبقي الاحتلال حتى قيام مراد الرابع العثماني بفتح بغداد عام 1048هـ/1638م وقيامه على تعمير المكان (?). وأما موقف الكتاب الشيعة من الشيخ عبد القادر فيمثله مورخهم الكبير ومرجعهم في السير الخوانساري لترجمة الشيخ عبد القادر فقال: وضعته العامة العميا في أرفع مكان، وفتحوا له في سوق التصنع والمخادعة للعوام دكاناً فوق دكان، بل جعلوا مكمن جسده كصنم من الأصنام العظام، وأن الرجل عدل عن دائرة العدل، وغفل عن قاعدة الشرع إلى ما هنالك من السباب والشتائم، وأنكر كراماته وطعن في نسبه (?).
4 - إصلاح التصوف: أعطى الشيخ عبد القادر عناية خاصة لإصلاح التصوف، وأعادته إلى مفهوم "الزهد" ثم توظيفه لأداء دوره في خدمة الإسلام وإصلاح المجتمع ولقد تمثلت جهوده في هذا الميدان.
أ - تنقية التصوف مما طرأ عليه: من انحرافات في الفكر والممارسة ثم رده إلى وظيفته الأصلية كمدرسة تربوية، هدفها الأساسي في غرس معاني التجرد الخالص والزهد الصحيح. ويمثل كتاباه " الغنية لطالبي طريق الحق " وفتح الغيب " خلاصة أفكاره في هذا المجال. ولقد تناول الكتاب الثاني بالشرح ابن تيمية في الجزء العاشر من الفتاوى المسمى " كتاب السلوك " وقّدمه نموذجاً للزهد الذي حث عليه القرآن الكريم والسنة الشريفة، ولم يكن عبد القادر في هذه المهمة يعتمد على البحث النظري أو الحديث والوعظ وإنما طبقه في ميدان التربية العملية في مدرسته ووباطه (?).
ب- الحملة على المتطرفين من الصوفية: حمل عبد القادر في مواعظه وكتبه على من تلسبوا بالتصوف أو شّوهوا معناه، لأن التصوف الصحيح صفاء وصدق لا يتحققان: بتغيير الخرق، وتصفير الوجوه، وجمع الأكتاف، ولقلقة اللسان بحكايات الصالحين، وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل، وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عز وجل، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب وتجردهما عمّا سوى مولاه عز وجل (?)، كذلك انتقد ما شاع بين بعض الصوفية من سماع الألحن والرقص وبدع لا تتفق مع الكتاب والسنة وقّرر أن المريد