الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) (?) .

وذكر ابن كثير في تفسيره عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية: (عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ) [ق: 17] ، ثم قال: " يا ابن آدم بسطت لك صحيفة، ووكّل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن يسارك، فأمّا الذي عن يمينك، فيحفظ الحسنات، وأما الذي عن يسارك، فيحفظ السيئات، فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك، وجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول الله تعالى: (وكلَّ إنسان ألزمناه طَآئِرَهُ في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يَلْقَاهُ منشوراً - اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً) [الإسراء: 13-14] .

ثم يقول الحسن: عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك.

وذكر ابن كثير أيضاً عن ابن عباس في قوله تعالى: (مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌُ) [ق: 18] قال: " يكتب كلّ ما تكلم به من خير أو شر، حتى إنّه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت. حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقى سائره؛ وذلك قوله تعالى: (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أمُّ الكتاب) [الرعد: 39] .

وذكر ابن كثير عن الإمام أحمد أنّه كان يئنّ في مرضه، فبلغه عن طاووس أنه قال: " يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله ".