وإن لم يكن تام العلم بالشريعة، فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات، مثل أن يستعين بهم على الحج، أو يطيروا به عند السماع البدعي، أو أن يحملوه إلى عرفات، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة، ونحو ذلك، فهذا مغرور قد مكروا به ".

المطلب الثالث

تحضير الأرواح

انتشر في عصرنا القول بتحضير الأرواح، وصدّق بهذه الفِرية كثير من الذين يعدّهم الناس عقلاء وعلماء.

وتحضير الأرواح المزعوم سبيله ليس واحداً، فمنه ما هو كذب صراح، يستعمل فيه الإيحاء النفسي، والمؤثرات المختلفة، والحيل العلمية، ومنه ما هو استخدام للجنّ والشياطين.

وقد كشف الأستاذ الدكتور محمد محمد حسين في كتابه (الروحية الحديثة) كثيراً من خداع هؤلاء وتزويرهم للحقيقة، فهم لا يجرون تجاربهم كلها إلا في ضوء أحمر خافت، هو أقرب إلى الظلام، وظواهر التجسيد، والصوت المباشر، ونقل الأجسام، وتحريكها تجرى في الظلام الدامس، ولا يستطيع المراقب أن يتبين مواضع الجالسين، ولا مصدر الصوت، ولا يستطيع كذلك أن يميز شيئاً من تفاصيل المكان، كجدرانه أو أبوابه أو نوافذه.

وتكلم الدكتور محمد عن (الخباء) وهو حجرة جانبية معزولة عن الحاضرين أو جزء من الحجرة التي يجلسون فيها تفصل بحجاب كثيف، وهذا المكان المنفصل معدّ لجلوس الوسيط الذي تجرى على يديه ظواهر التجسد المزعوم. ومن هذا المكان المحجوب بستار يضاف إلى حجاب الظلام السابق تخرج الأرواح المزعومة متجسدة، وإليه تعود بعد قليل، ولا يسمح للحاضرين بلمس الأشباح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015