وروى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والنحاس في ناسخه عن سعد بن أبي وقاص: أن رجلاً من الأنصار صنع طعاماً لبعض الصحابة، ثمّ سقاهم خمراً قبل أن ينزل تحريمها، فلما سكروا تفاخروا، فتعاركوا، وأصاب سعد بن أبي وقاقص من هذا العراك أذى، فقد ضربه أحدهم بلحي بعير، فأصاب أنفه، فأثر فيه أثراً صاحبه طيلة حياته (?) .

وتقدم أحدُ الصحابة يصلي بالناس وهو سكران، قبل نزول تحريم الخمر فقرأ: (قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون) فأنزل الله: (لا تقربوا الصَّلاة وأنت سكارى حتَّى تعلموا ما تقولون) [النساء: 43] (?) .

وقد رأينا الرجل الذي بلغ من الكبر عِتّياً عندما يشرب الخمر يتصرف تصرفات المجانين، ويضحك منه الكبار والصغار، ويفترش الطريق تدوسه الناس بأقدامها.

والميسر مرض خطير كالخمر، إذا تأصل في نفس الإنسان صعب الشفاء منه، وهو سبيل لضياع الوقت والمال، والميسر ينشئ الأحقاد، ويدفع الحرام.

والشيطان يدعو إلى إقامة النصب كي تتخذ بعد ذلك آلهة تُعبد من دون الله، وقد انتشرت عبادة الأنصاب قديماً وحديثاً، والشياطين تلازم هذه الأصنام، وتخاطب عبادها في بعض الأحيان، وتريهم بعض الأمور التي تجعل عابديها يثقون بها، فيقصدونها بالحاجات، ويدعونها في الكربات، ويستنصرون بها في الحروب، ويقدمون لها الذبائح والهدايا، ويرقصون حولها ويطربون، ويقيمون لها الأعياد والاحتفالات، وقد أضلّ بهذا الكثير، كما قال إبراهيم داعياً ربه: (واجنبني وبني أن نَّعبد الأصنام - رب إنهنَّ أضللن كثيراً من النَّاس) [إبراهيم: 35-36] .

ولا تزال عبادة القبور منتشرة بين المسلمين، يقصدونها بالدعاء والألطاف والذبائح ... وانتشرت بدعة جديدة اليوم - يضحك بها الشيطان على بني الإنسان - تلك هي نصب الجندي المجهول، يزعمون أنه رمز الجندي المقاتل، ويكرمونه بالهدايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015