أساليب الشيطان في إضلال الإنسان (الجزء الثاني)

11-14- الخمر والميسر والأنصاب والأزلام:

قال تعالى: (إنَّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشَّيطان فاجتنبوه لعلَّكم تفلحون - إنَّما يريد الشَّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدَّكم عن ذكر الله وعن الصَّلاة فهل أنتم مُّنتهون) [المائدة: 90-91] .

والخمر: كل ما يسكر، والميسر: القمار، والأنصاب: كل ما نصب كي يعبد من دون الله، من حجر، أو شجر، أو وثن، أو قبر، أو علم. والأزلام: القداح كانوا يستقسمون بها الأمور؛ أي: يطلبون بها علم ما قسم لهم.

وهذه قد تكون أقداحاً أو سهاماً أو حُصَيّات أو غير ذلك، يكون مكتوباً على واحد منها أمرني ربي، وعلى الآخر نهاني ربي، فإذا شاء أحدهم زواجاً أو سفراً أو نحو ذلك، أدخل يده في الشيء الذي فيه هذه القداح أو السهام، فإن خرج الذي فيه الأمر بالفعل فعل، وإن خرج الآخر ترك.

فالشيطان يحض الناس على هذه الأربع؛ لأنها ضلال في نفسها، وتؤدي إلى نتائج وخيمة، وآثار سيئة، فالخمر تفقد شاربها عقله، فإذا فقد عقله فعل الموبقات، وارتكب المحرمات، وترك الطاعات، وآذى عباد الله.

ذكر ابن كثير في تفسيره عن عثمان بن عفان قال: " اجتنبوا الخمر، فإنها أمّ الخبائث، إنه كان رجل فيمن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس، فعلقته امرأة غويّة، فأرسلت إليه جاريتها أن تدعوه لشهادة، فدخل معها، فطفقت كلما دخل باباً تغلقه دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، عندها غلام، وباطية خمر.

فقالت: إني والله ما دعوتك لشهادة، ولكن دعوتك لتقع عليّ، أو تقتل هذا الغلام، أو تشرب هذا الخمر، فسقته كأساً، فقال: زيدوني، فلم يرم حتى وقع عليها، وقتل النفس، فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبداً إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه " (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015