تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به) (?) .
وفي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) (?) ؛ أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم، وإغراء بعضهم ببعض، كما قال تعالى: (إنَّما يريد الشَّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدَّكم عن ذكر الله وعن الصَّلاة فهل أنتم منتهون) [المائدة: 91] .
وهو يأمر بكل شر: (إنَّما يأمركم بالسُّوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [البقرة: 169] .
وخلاصة الأمر: أن كل عبادة محبوبة لله بغيضة إلى الشيطان، وكل معصية مكروهة للرحمن محبوبة للشيطان.
3- إيقاعهم في البدعة:
وهي أحب إلى الشيطان من الفسوق والمعاصي؛ لأن ضررها في الدين، قال سفيان الثوري: " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها " (?) .
4- صدّه العباد عن طاعة الله:
وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي، بل يصدهم عن فعل الخير، فلا يترك سبيلاً من سبل الخير، يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه، يصدّهم ويميل بهم، فعن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك؟! فعصاه، فأسلم.
ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول (?) . فعصاه، فهاجر.
ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة ويقسم المال؟! فعصاه، فجاهد.
فمن فعل ذلك، كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة، ومن قتل، كان حقّاًَ على الله أن يدخله الجنّة،