على عهد ملك سليمان، وبرأ سليمان من السحر والكفر: (واتَّبعوا ما تتلوا الشَّياطين على مُلكِ سليمان وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا) [البقرة: 102] .
رابعاً: عجزهم عن الإتيان بالمعجزات:
لا تستطيع الجن الإتيان بمثل المعجزات التي جاءت بها الرسل تدليلاً على صدق ما جاءت به.
فعندما زعم بعض الكفرة أن القرآن من صنع الشياطين قال تعالى: (وما تنزَّلت به الشَّياطين - وما ينبغي لهم وما يستطيعون - إنَّهم عن السَّمع لمعزولون) [الشعراء: 210-212] .
وتحدى الله بالقرآن الإنس والجن: (قل لئِن اجتمعت الإنس والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً) [الإسراء: 88] .
خامساً: لا يتمثلون بالرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا:
والشياطين تعجز عن التمثل في صورة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤيا:
ففي الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رآني فإني أنا هو، فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي) (?) .
وفي الصحيحين عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) . رواه مسلم من رواية أبي هريرة. وفي صحيح البخاري: (وإن الشيطان لا يتراءَى بي) .
وفيه من رواية أبي سعيد: (من رآني فقد رأى الحقّ، فإن الشيطان لا يتكونني) .
وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة: (ولا يتمثل الشيطان بي) .
وفي صحيح مسلم من حديث جابر: (من رآني في المنام فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي) . وفي رواية أخرى عن جابر: (فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي) (?) .
والظاهر من الأحاديث أن الشيطان لا يتزيّا بصورة الرسول صلى الله عليه وسلم الحقيقية، ولا يمنعه هذا من التمثل في غير صورة الرسول صلى الله عليه وسلم والزعم بأنّه رسول الله، وهذا ما فقهه ابن سيرين رحمه الله، فيما نقله عنه البخاري (?) .
ولذلك فلا يجوز أن يحتج بهذا الحديث على أن كل من رأى الرسول