زيدت الحراسة في السماء: (وأنَّا لمسنا السَّماء فوجدناها مُلِئَتْ حرساً شديداً وشهباً - وأنَّا كنَّا نقعد منها مقاعد للسَّمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رَّصداً) [الجن: 8-9] .

وقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية استراقهم السمع، فعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير.

فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة. فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء) (?) .

خرافة جاهلية:

ومعرفة السبب الذي من أجله يرمي بشهب السماء قضى على خرافة كان يتناقلها أهل الجاهلية، فعن عبد الله بن عباس قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا) ؟

قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته؛ ولكنّ ربنا - تبارك وتعالى اسمه - إذا قضى أمراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015