انتفاع القارئ به، فأمر عند الشروع في القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

5- ومنها: أن القارئ يناجي الله تعالى بكلامه، والله أشد أذناً للقارئ الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته، والشيطان إنما قراءَته الشعر والغناء، فأمر القارئ أن يطرده بالاستعاذة عند مناجاة الله تعالى واستماع الربّ قراءَته.

6- ومنها: أن الله سبحانه أخبر أنّه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته، والسلف كلهم على أن المعنى: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته ... ، فإذا كان هذا مع الرسل عليهم الصلاة والسلام فكيف بغيرهم. ولهذا يغلط الشيطان القارئ تارة، ويخلط عليه القراءَة، ويشوشها عليه، فيخبط عليه لسانه، أو يشوش عليه ذهنه وقلبه، فإذا حضر عند القراءَة، لم يعدم منه القارئ هذا أو هذا، وربما جمعها له.

7- ومنها: أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير، أو يدخل فيه، فهو يشتد عليه حينئذ؛ ليقطعه عنه " (?) .

7- تعويذ الأبناء والأهل:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) . ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق) . رواه البخاري (?) .

قال أبو بكر ابن الأنباري: " الهامة: واحد الهوام، ويقال: هي كل نسمة تهم بسوء، واللامة: الملمة، وإنما قال: لامة ليوافقه لفظ هامة، فيكون أخف على اللسان " (?) .

خير ما يتعوذ به المتعوذون:

وخير ما يتعوذ به المتعوذون سورتا الفلق والناس، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن خبيب أن يقرأ: (قل هو الله أحد) ، والمعوذتين حين يمسي، وحين يصبح، ثلاثاً. وقال له: (يكفيك الله كل شيء) .

وفي رواية أخرى أمره بقراءَة المعوذتين، ثم قال له: (ما تعوذ الناس بأفضل منهما) .

وفي بعض الروايات: أن هذه القصة كانت مع عقبة بن عامر. وفي رواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عابس الجهني: (إن أفضل ما تعوذ به المتعوذون المعوذتان) . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض روايات حديث عقبة: (ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015