طوق النجاه (صفحة 6)

هل كُتب علينا أن نتجرع كؤوس الذل والهوان؟!

لقد دعونا الله كثيراً في قيامنا وسجودنا، وفي ليلنا ونهارنا، أن يرفع -سبحانه وتعالى- عنا ما نحن فيه، فما تغير حالنا.

هل لأننا لا نستحق تلقي نصر الله؟!

فكما نعتقد ونعلم أن الله عز وجل أغير على دينه منا، ويستطيع جل شأنه أن يغيرنا نحن، ويخسف بأعدائه، ويمكن لدينه في أقل من لمح البصر.

ولكن لمن سيكون هذا التمكين؟

لقد وعد الله طائفة من عباده المسلمين بنصرهم على أعدائهم، وتمكينهم في الأرض.

هذه الطائفة هم عباده الذين نصروه على نفوسهم، ومكنوا لدينه في قلوبهم، أخضعوا مشاعرهم وعواطفهم لربهم، فأحبوا لله وأبغضوا في الله، ووالوا من يوالي الله، وعادوا من يعادي الله، وخافوا من الله، وفرحوا بفضل الله، وتوكلوا على الله، ورضوا بما أعطاهم الله و ...

باعوا نفوسهم لربهم، فما أصبح لها في أقوالهم وأفعالهم حظ ولا نصيب. فقبل الله منهم البيع، ونصرهم على عدوه وعدوهم في الدنيا، ووعدهم بالجنة ثمناً لهذا البيع في الآخرة.

مصدقاًَ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... } (?).

لقد وضع الله عز وجل شرطاً أساسياً لنُصرة عباده كما قال تعالى: {إِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015