كان له، فعرض لي بذلك، وتداعبنا حينا فكلفت أن أقول على لسانه شيئاً في ذلك، فقلت بديهة، وما كتبوها إلا من تذكرها بعد انصرافنا، وعي: [من الطويل] .

ولما تروحنا بأكناف روضة ... مهدلة الأفنان في تربها الندي

وقد ضحكت أنوارها وتضوعت ... أساورها في ظل فيء ممدد

وأبدت لنا الأطيار حسن صريفها ... فمن بين شاك شجوه ومغرد

وللماء فيما بيننا متصرف ... وللعين مرتاد هناك ولليد

وما شئت من اخلقا أروع ماجد ... كريم السجايا للفخار مشيد

تنغص عندي كل ما قد وصفته ... ولم يهنني إذ غاب عني سيدي

فيا ليتني في السجن وهو معانقي ... وأنتم معاً في قصر دار المجدد

فمن رام منا أن يبدل حاله ... بحال أخيه أو بملك مخلد

فلا عاش إلا في شقاء ونكبة ... ولا زال في بؤسى وخزي مردد

فقال هو ومن حضر: آمين آمين.

وهذه الوجوه التي عددت وأوردت في حقائق القناعة هي الموجودة في أهل المودة، بلا تزيد ولا إعياء.

6 - وللشعراء فن من القنوع أرادوا فيه إظهار غرضهم وإبانة اقتدارهم على المعاني الغامضة والمرامي البعيدة، وكل قال على قدر قوة طبعه، إلا أنه تحكم باللسان وتشدق في الكلام واستطالة بالبيان، وهو غير صحيح في الأصل: فمنهم من قنع بأن السماء تظله هو 464) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015