ومحبوبه والأرض تقلهما، ومنهم من قنع باستوائهما في إحاطة الليل والنهار بهما، وأشباه هذا، وكل مبادر إلى احتواء الغاية في الاستقصاء، وإحراز قصب السبق في التدقيق، ولي في هذا المعنى قول لا يمكن لمتعقب أن يجد بعده متناولا، ولا وراءه مكاناً، مع تبيني علة قرب المسافة البعيدة، وهو: [من الطويل] .

قالوا بعيد قلت حسبي بأنه ... معي في زمان لا يطيق محيدا

تمر علي الشمس مثل مرورها ... به كل يوم يستنير جديدا

فمن ليس بيني في المسير وبينه ... سوى قطع يوم هل يكون بعيدا

وعلم إله الخلق يجمعنا معاً ... كفى ذا التداني ما أريد مزيدا

فبينت كما ترى أني قانع بالاجتماع مع من احب في علم الله الذي السموات والأفلاك والعوالم كلها وجميع الموجودات بسبب منه ولا تجزؤ فيه ولا يشذ عنه شيء، ثم اقتصرت من علم الله تعالى على انه في زمان؛ وهذا اعلم مما قاله غيري في إحاطة الليل والنهار، وإن كان الظاهر واحداً في البادئ إلى السامع، لان كل المخلوقات واقعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015