وينبغي أن يَعلم الداعيةُ أن الفقه في الدعوة أساسه الفقه في الدين؛ فإذا كان الداعية جاهلاً بدينه فإلى أيّ شيءٍ يدعو الناس؟!.
الثالث: فِقْه النصوص المتعلقة بالموضوع، أو ذات العلاقة به، وفْق قواعد الفقه المطلوب للنصوص الشرعية ولهذا الدين.
وأعني بالموضوع: موضوع البحث الذي يَتَّجه إليه المرء؛ فإن كان هو الدعوة؛ فإنّه في حاجةٍ-في سبيل تحقيق الفقه السديد- إلى الوقوف على النصوص الشرعية المتعلقة بالدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
ولا يتأتى هذا الفقه للإنسان إذا أخل بالأمرين الآتيين أو بأحدهما:
أ- استيعاب النصوص الواردة في الموضوع وعدم الاقتصار على بعضها دون بعض.
ب- تنزيل النصوص على المراد بها، وذلك بالاجتهاد في معرفة دلالاتها التي أرادها بها الله تعالى وأو رادها بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك باتّباع قواعد الفهم والاستنباط الصحيحة.
الرابع: معرفة المرء بأحوال عصره، ولا سيما الواقع من حوله، وأحوال مجتمعه، ومجالات الإصلاح فيه، واحتياجاته الدعوية.
هذه المجالات الأربعة ينبغي أن يُعْني بها المسلم، لا سيما الداعية، للحصول على الملَكَة الفقهية؛ ليكون فقيها فقهاً شرعياً مكتملاً، على مستوى عصره.