لفقه الدِّين-لا سيّما فقه الدعوة إليه-فقهاً شرعياً أربعة مناحٍ، أو مجالات:
الأول: فقْه فطرة الله تعالى في الخلق والكون، وذلك لعدة أمورٍ، منها:
1- للإفادة من شهادة الكون وسنة الخَلْق أنه لا إله إلا الله رب العالمين.
2- لتجنب مصارعة سنن الله في الخَلْق وتحاشي مصادمة الفطرة.
3- للإفادة من سنن الله في الفطرة والخَلْق بالسير معها واستثمارها. وتعود هذه كلها، حينئذٍ، على المرء بالثباتِ على الحق، واليقينِ بأنّ المستقبل لهذا الدين.
الثاني: فقْه هذا الدين بعامّة، فقهاً صحيحاً، يؤدي به إلى الأخذ بالنصوص وفق دلالاتها التي أرادها الله، جل وعزّ، وأرادها رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يخرج عن هدايات القرآن والسّنَّة، لا بغلو ولا تقصير، فِقْهاً يستمسك فيه بالنص ويحترمه؛ فلا يتقدمه ولا يتأخر عنه، ويدعوه إلى أن يستنبط من النصِّ المنهج والقاعدة؛ لأن المقصود ليس هو الحرفية دائماً، لكن المعنى، فيكون من الذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخِرّوا عليها صمّاً وعمياناً، ولا يكون من الذين لا يقيمون لآيات الله وَزْناً. والفقه في الدين هو الأصل والأساس الذي بعث اللهُ تعالى من أجله سيد المرسلين، "من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين" "1".