والفقه في الدين يَدْفع الإنسان إلى العناية بما يتعدى العامل نفعه من أعمال الخير.
وما إلى ذلك مما يتوصل إليه الإنسان، ويحققه، بالفقه في الدين، لنفسه ولأمته، ولحياته الدنيا ولحياته الأخرى، كل ذلك بدافع من الإخلاص والفقه في الدين.
ومما يدل على هذه الحقيقة أمران:
الأول: تَتَبُّعُ ما يراه الإنسان من مشكلاتِ المسلم أو المسلمين، والنظر في أسبابها، آخذاً في الاعتبار هذين السببين الرئيسين، أعني عدمَ توافر الإخلاص وعدَمَ توافر الفقه في الدين؛ هل يعود إليهما شيء من تلك المشكلات؛ أو هل يَخرج عنهما شيءٌ من تلك المشكلات؟. وسيكون الواقع أنه لا يَخرج عنهما شيء منها.
الثاني: التسليم لما قرره النبي صلى الله عليه وسلم مِن ميزانٍ لاستقامة أعمال الإنسان ظاهراً وباطناً؛ وذلك في الحديثين التاليين:
1- "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" "1".
2- "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ" "2". وفي رواية عند الإمام مسلم: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" "3". وعلق البخاري