-أو أن ندعو إلى اللغة العربية بالعامية، أو بكلام خارجٍ عن الالتزام
باللغة العربية؟!.
-إنّ مِن مقتضيات الإخلاص، ومفهومه، مراعاة التعامل مع المقاصد والغايات، والنظر في التعامل إلى حقائق الأشياء.
-ومِن ذلك أن يكون تَوَجُّهُ المعلِّم والمتعلِّم في علمهما-مثلاً- إلى حقائق العلم وليس إلى صُوَرِهْ فقط.
قال الإمام أحمد بن محمد المقدسيّ -رحمه الله-: ""فأمّا عِلْم المعاملة، وهو علم أحوال القلب: كالخوف، والرجاء، والرضا، والصدق، والإخلاص وغير ذلك، فهذا العلم به ارتفع العلماء، وبتحقيقه اشتهرت أذكارهم، كسفيان الثوري، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد.
وإنما انحطت رتبة المسمَّين بالفقهاء والعلماء عن تلك المقامات، لتشاغلهم بصُوَرِ العلم من غير أخذٍ على النفس أنْ تَبْلُغَ إلى حقائقه وتعمل بخفاياه. وأنت تجد الفقيه يتكلم في الظهار، واللعان، والسبق، والرمي، ويفرِّع التفريعات التي تمضي الدهور فيها ولا يحتاج إلى مسألة منها؛ ولا يتكلم في الإخلاص، ولا يحذر من الرياء، وهذا عليه فرض عين؛ لأن في إهماله هلاكَهُ، والأول فرض كفاية.
ولو أنه سئل عن علة ترك المناقشة للنفس في الإخلاص والرياء لم يكن
له جواب.
ولو سئل عن علة تشاغله بمسائل اللعان والرمي، لقال: هذا فرضُ كفاية.
ولقد صدق، ولكن خفي عليه أن الحساب فرض كفاية أيضاً، فهلاّ تشاغل به. وإنما تُبَهْرِجُ عليه النفسُ؛ لأن مقصودها من الرياء والسمعة يحصل