خَبَرَهُ، وَإِنْ بَطُلَ هَذَا الْخَبَرُ عُوفِيتُمْ أَنْ تَشِيطُوا بِدَمِ الْعَكِّيِّ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ: فَفَهِمْنَا أَنَّ [. . . . . . .] قَالَ: فَانْصَرَفْنَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّبَّادِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ أَقْبَلَ فِي مَوْكِبِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَسْجِدِ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ، وَبُهْلُولٌ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى عَمُودٍ بِإِزَاءِ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قَابَلَهُ هَرْثَمَةُ، وَهُوَ أَمِيرُ إِفْرِيقِيَّةَ إِذْ ذَاكَ انْحَنَى لِلنُّزُولِ إِلَى بُهْلُولٍ فَلَمْ يُزِحْ بُهْلُولٌ ظَهْرَهُ عَنِ الْعَمُودِ، فَلَمَّا رَآهُ هَرْثَمَةُ لَمْ يَتَحَرَّكْ لِلنُّهُوضِ إِلَيْهِ اسْتَوَى فِي السَّرْجِ، وَأَقْبَلَ عَلَى بَعْضِ مَنْ كَانَ يَلِيهِ، فَقَالَ لَهُ: ادْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا الْمِزْوَدَ بِالدَّرَاهِمِ، وَقُلْ لَهُ: قَالَ لَكَ الأَمِيرُ: فَرِّقْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ.
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُهُ وَأَمَرَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ بُهْلُولٌ: الأَمِيرُ أَقْوَى عَلَى تَفْرِيقِهَا مِنِّي.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّبَّادِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كَانَ بُهْلُولٌ مِنْ أَغْيَرِ النَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ دَارَهُ رَجُلٌ غَيْرِي.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّبَّادِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهَا، تَقُولُ: وُجِّهْتُ إِلَى بُهْلُولٍ وَأَنَا طِفْلَةٌ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ نَزَعَ بِهَا الشَّبَهُ، ثُمَّ وَهَبَ لِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: وَبَلَغَنِي مِنْ غَيْرِ خَبَرِ أُمِّي، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَحْبِسُ مَا فَوْقَ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّبَّادِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ بَنِي كَامِلٍ عَنْ [. . . . . . . .] قَالَ: جِئْتُ إِلَى بُهْلُولٍ وَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ابْنَتُهُ عَلَيْهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ، وَهِيَ طِفْلَةٌ، فَقَالَ لِي: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا مِثْلَ حُبِّي لَهَا، وَإِنِّي لأُحِبُّ لَوْ قَدَّمْتُهَا لِرَبِّي، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَصَبْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى بَابِهِ، فَقُلْتُ: