وَأَبُو يَحْيَى حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، وَيُعْرَفُ بِالسَّجْلَمَاسِيِّ، سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، وَمِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمَاجِشُونِ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ بِفِقْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمَاجِشُونِ الْقَيْرَوَانَ فِيمَا عَلِمْتُ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْ سُحْنُونٍ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، كَانَ تَاجِرًا، وَفِي كُتُبِه تَصْحِيفٌ كَثِيرٌ لَمْ يَكُنْ يَقُومُ بِهَا، سَمِعَ مِنْهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ سُحْنُونٍ، وَحَمَلُوا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: حَسَنٌ، مَاتَ قَدِيمًا، سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَسْطَامٍ الضَّبِّيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحِ بْنِ يَزِيدَ اللَّخْمِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَكَانَ لَهُ سَمَاعٌ مِنَ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: قَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْبُهْلُولِ فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ أَتَاهُ مُؤَدِّبُهُ، فَقَالَ: هَذَا فُلانٌ بِالْبَابِ، سَمَّاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ، يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: لَيْسَ تَدْخُلُ عَلَيَّ حَتَّى تَرْجِعَ عَنْ رَأْيِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ: وَقَدِمَ أَبِي الْقَيْرَوَانَ، فَلَقِيَهُ هَذَا الرَّجُلُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لَسْتُ أُصَافِحُكَ حَتَّى تَرْجِعَ عَنْ رَأْيِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: فَسَمَّى لَنَا سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا الرَّجُلَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ: هَلْ تَحْفَظُ عَنْ أَبِيكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ كَنَّيْتَ ابْنَكَ؟ فَقَالَ لَهُ: بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،