بقصر عَال عَظِيم وَحَوله الخدم وَعَلِيهِ ملابس سنية وَكَانَت وَفَاته بِشَهْر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وقبر بالمشهد فِي الْجَانِب القبلي مِنْهُ وَحَوله جمَاعَة من أَقَاربه رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن عبد الْحق الْكَاهِلِي كَانَ طَالبا للْعلم الشريف مُجْتَهدا فِي الطّلب توفّي وَالِده وَهُوَ يرضع فَلَمَّا بلغ التَّمْيِيز اجْتهد بِنَقْل كتاب الله تَعَالَى فحفظ الْقُرْآن ثمَّ التَّنْبِيه وَبَعض الْمَنْظُومَة وَقَرَأَ وَسمع من الْكتب المبسوطة شَيْئا كثيرا قِرَاءَة بتدقيق وَتَحْقِيق فَمن مشايخه عَمه الْفَقِيه جمال الدّين الْكَاهِلِي والفقيه تَقِيّ الدّين الْحَارِثِيّ والفقيه جمال الدّين الرعياني وَغَيرهم وَلم يزل مجدا بِالطَّلَبِ مَعَ عفاف وَحسن حَال وتنزه عَمَّا يزري بِحَال الطَّالِب ودأبه العكوف فِي الْجَامِع الْمُبَارك لَيست لَهُ صبوة إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ تَعَالَى
وَمِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح الصدوق موفق الدّين عَليّ بن عَطِيَّة الدملوي أصل بَلَده الدملوة ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى مَدِينَة إب واشتغل بِتِلَاوَة كتاب الله الْعَزِيز ثمَّ بتعليمه ثمَّ بِطَلَب الْعلم الشريف ودام على ذَلِك مُدَّة كَثِيرَة يقْرَأ على الْفَقِيه عفيف الدّين الْكَاهِلِي والفقيه أَحْمد بن حسن البريهي وَغَيرهمَا ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة ذِي جبلة فقرأه على الإِمَام رَضِي الدّين ابْن الْخياط ثمَّ بتعز على الإِمَام مجد الدّين الفيروزأبادي وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي ثمَّ اشْتغل بِالتِّجَارَة ولازم السّفر إِلَى مَكَّة