المشرفة سِنِين كَثِيرَة قدر سبع عشرَة سنة فَفتح عَلَيْهِ بِمَال كثير انْتفع بِهِ ونفع وَحصل كتبا جليلة من كتب الحَدِيث وَالْفِقْه وَغَيرهَا فضبطها أحسن ضبط واشتهر بِالْفَضْلِ وَصدق القَوْل فِي التِّجَارَة مَعَ عزلته عَن النَّاس وملازمة الْجَمَاعَة للصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وسلوك الطَّرِيق السّنيَّة ومجانية الْبِدْعَة ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة إب فَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة من الطّلبَة وَكَفاهُ الله بِمَا رزقه من البيع وَالشِّرَاء عَن التَّعَرُّض للْوَقْف وَالْأَخْذ مِنْهُ وصانه الله عَن الظلمَة وكفهم عَنهُ طول عمره ببركة الْعلم الشريف وَكَانَ كثير الصَّدَقَة سرا وجهرا يدْفع الزَّكَاة إِلَى مستحقها لَا يتطفل عَن ذَلِك وَلَا يُؤَخِّرهُ فَقيل لَهُ التَّاجِر الصدوق لجريه على الْقَاعِدَة الشَّرْعِيَّة واحترازه عَمَّا لَا يجوز فِي البيع وَالشِّرَاء مِمَّا يتغافل مِنْهُ غَيره من أهل الْمُعَامَلَات والربا وَالصرْف مَعَ حسن سيرة وَأَمَانَة وديانة وورع ظَاهر توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة على فرَاشه من وجع الْبَطن رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الصَّمد الصميري أصل بلدته صمر قَرْيَة من قرى حجر نَشأ بهَا ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى مَدِينَة تعز ثمَّ إِلَى قَرْيَة اليهاقر وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة واشتغل بِعلم الْأَسْمَاء وراض نَفسه وسلك طَريقَة التصوف وَنسب إِلَى الْإِخْبَار بِشَيْء من المغيبات وَكَانَ يصنع الأوفاق والطلسمات لقَضَاء الحوايج وَفك المحبسين ورزق مَالا كثيرا وجاها عِنْد أَرْبَاب الولايات وهابه الأكابر وَأَقْبَلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا فجاد بهَا وَلم يمسك مِنْهَا شَيْئا ووفد إِلَيْهِ الْفُقَرَاء