ودرس فِي الْمَسْجِد وَفِي الْجَامِع الْمُبَارك وَفِي غَيرهمَا من الْمدَارِس قَرَأَ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي البُخَارِيّ وَضبط نسخته من لَفظه وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي مَدِينَة تعز واشتغل بالتدريس بِمَدِينَة إب وانتفع بِهِ الطّلبَة انتفاعا عَظِيما وقلما قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا انْتفع بقرَاءَته عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ معرفَة جَيِّدَة فِي معرفَة كتب الخراسانيين كالوجيز والوسيط وَكَانَ دأبه الإقراء بهما وبالمنهاج للنووي وَالْحَاوِي وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ وَكَانَ من أحسن النَّاس ضبطا للكتب وَكَانَ كثير النّسخ وَكتبه مضبوطة محشاة أوقفها على ذُريَّته ثمَّ أقربائه وَهِي مَعْدُومَة النظير من ضَبطهَا وحسنها وَكَانَ كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائج الْمُسلمين وَكَانَ متثبتا فِي الْجَواب وموفقا فِي الإقراء والتدريس وَله قصائد كَثِيرَة زهدية وَغَيرهَا وَهِي مَعْرُوفَة مدونة وَكَانَ رَحمَه الله فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ لم يتْرك الصَّلَاة اصلا بل يجْتَهد فِي أَدَائِهَا وَقد رأى بعض الْفُضَلَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَعِنْده الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد بن حسن هَذَا الْمَذْكُور وَهُوَ يتحدث مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ فِي آخر مَرضه قَرِيبا من مَوته وَجَمَاعَة من النَّاس بعيد مِنْهُمَا فتحدثا زَمَانا طَويلا فَلَمَّا افْتَرقَا قَالَ بعض الْحَاضِرين يَا فَقِيه أَحْمد مَا فعل لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ قضى لي كل حَاجَة فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا فَالْحَمْد لله ثمَّ أخبر من كَانَ حَاضرا عِنْده قبل مَوته بِيَوْم أَن الْفَقِيه صفي الدّين قَالَ رَأَيْت هَذَا الْبَيْت امْتَلَأَ نورا وَقَالَ رأى ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فِي يَوْم وَاحِد وَمن شدَّة النُّور لم يفتح عينه وَأخْبرهمْ بذلك وَهُوَ يُشَاهِدهُ فِي الْيَقَظَة