وَمِنْهُم عفيف الدّين عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد كَانَ مُجْتَهدا بِفعل الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة
وَمن أهل الصلولة الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن المسن كَانَت لَهُ الْعِبَادَة وَظَهَرت لَهُ الكرامات وتحكم على يَده جمَاعَة من الصُّوفِيَّة وربط أَمَاكِن كَثِيرَة فجللها أهل الْأَمر واحترموها وَبَقِي هَذَا الشَّيْخ مأوى للوافدين إِلَى أَن توفّي بهَا
وَمن كراماته مَا أخبر الثِّقَة أَن الشَّيْخ شهَاب أَحْمد صَاحب رِبَاط السناحي قَالَ لَهُ أُرِيد أَن يريني الْكَعْبَة المشرفة عيَانًا وَأَنا بمكاني هَذَا فَأَشَارَ إِلَى جِهَة الْكَعْبَة فكشف عَنْهَا فرآها الشَّيْخ شهَاب الدّين ثمَّ تحكم على يَده وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين قد رزق مَالا جزيلا وَرثهُ من والدته وَهِي من قوم يسمون بني الْعِمَاد من أهل مَدِينَة تعز فَاشْترى بذلك المَال أَرضًا كَبِيرَة حوالي الصلولة وَفِي غير ذَلِك من الْأَمْكِنَة وَكَانَت والدته من العابدات توفيت برباط تبة وقبرت هُنَاكَ وَهِي تزار ويتبرك بهَا وَتُوفِّي وَلَدهَا بعْدهَا وَكَانَت وفاتهما أول المئة الثَّامِنَة رحمهمَا الله تَعَالَى
وَمن أهل ذِي قحم بجبل بعدان القَاضِي الْأَجَل جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْمذْحِجِي كَانَ فَقِيها عَالما عَاملا صَالحا تولى الْقَضَاء ببعدان مُدَّة طَوِيلَة فَكَانَت سيرته فِي ولَايَته سيرة مرضية وَظَهَرت لَهُ كرامات توفّي رَحمَه الله آخر المئة الثَّامِنَة