وهم جمَاعَة كثير أكبرهم الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد قَرَأَ على وَالِده فِي الْفِقْه والنحو والْحَدِيث وَقَرَأَ على غَيره وأجازوا لَهُ واجتهد حَتَّى برع وكمل وافتى ودرس
ثمَّ صنوه الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله قَرَأَ أَيْضا على وَالِده بالفقه والْحَدِيث والنحو وَقَرَأَ بالقراءات الْعشْر على المقرىء شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي وعَلى غَيره من أَئِمَّة الْقُرْآن وَقَرَأَ بفن الْأَدَب على أَئِمَّة من أهل الْوَقْت فنجب وأعجب ودرس وَأفْتى وَله الشُّهْرَة فِي ذَلِك زِيَادَة على أَخِيه الْمُقدم الذّكر
ثمَّ صنوهما الْفَقِيه وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن قَرَأَ على وَالِده بالفقه والْحَدِيث ثمَّ على غَيره وَله الذكاء والذهن الصافي وَالنَّظَر التَّام فِي الْمسَائِل الدقيقة يتَكَلَّم على مَا فِيهَا ويشفي فِي الْجَواب عَلَيْهَا من النُّصُوص والاستنباط العجيب وَلم يزل باذلا نَفسه للطلبة وَأكْثر أوقاته فِي خدمَة الْعلم الشريف وَهُوَ آخذ بالترقي إِلَى الْمَرَاتِب الْعلية فَكل وَاحِد من هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة كَامِل عَارِف عَالم عَامل لَا يجْرِي أحد من أهل وقتهم فِي ميدانهم بِمَا يفضلهم فِيهِ وَكفوا والدهم عِنْد عَجزه جَمِيع مَا أهمه فِي جَمِيع الْأُمُور فَبَقيَ بَينهم فِي أهنى عَيْش وأرغده وَصَارَت الرِّئَاسَة لَهُم فِي وقتهم ورثوا ذَلِك كَابِرًا عَن كَابر
وَتُوفِّي الإِمَام جمال الدّين الطّيب النَّاشِرِيّ بِشَهْر شَوَّال سنة أَربع وَسبعين وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ