(يَا لَيْت شعري أَن رحلت مودعا ... عَن أَرْضنَا فَمَتَى يكون الْمُلْتَقى)
وَالْقَصِيدَة مَعْرُوفَة قد أثبتها فِي الأَصْل فَأَجَابَهُ الْفَقِيه أعظم بقصيدة أَولهَا
(أَلا يَا صَاحب القَوْل السديد ... لأَنْت الْيَوْم أشعر من لبيد)
(وأفصح كل ذِي علم وَفضل ... وَأصْلح صالحي أَهلِي الزبيد)
وَهِي طَوِيلَة ذكرتها فِي الأَصْل وللفقيه وجيه الدّين هَذَا مدائح كَثِيرَة فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي الْفَقِيه وجيه الدّين الشويهر بِشَهْر صفر سنة أَربع وَسبعين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى
وَمن أهل زبيد الْفَقِيه الْعَلامَة عفيف الدّين عبد الله بن مُوسَى الذؤالي كَانَ رجلا فَاضلا عَالما ذَا براعة وفصاحة فِي الشّعْر وَقد ذكرت بعض ذَلِك فِي الأَصْل وختمت القَوْل فِي ذكر الْفُضَلَاء وَالْعُلَمَاء بِمَدِينَة زبيد بِهَذَا الْفَقِيه كَمَا بدأت بِذكر وَالِده وَلم أستوعب ذكر جَمِيع الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بِمَدِينَة زبيد وَمَا والاها لعلمي أَن الشَّيْخ بدر الدّين حُسَيْن الأهدل وَغَيره كالشيخ أَحْمد بن أبي بكر بن سَلامَة وَغَيرهم قد جمعُوا فِي ذكر أهل تهَامَة تواريخ حَسَنَة فاكتفيت بِمَا قد جَمَعُوهُ وَلم أذكر إِلَّا مَا بَلغنِي علمه من أهل وقتنا على الشَّرْط الْمَذْكُور أول الْكتاب
وَأما السَّادة الْعلمَاء من بني النَّاشِرِيّ فقد صنف المقرىء عفيف الدّين عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي ذكرهم وَتَحْقِيق نسبهم مصنفا جعله مجلدا كَبِيرا وَجعل لَهُم شَجَرَة جمعهم بهَا وَذكر من سكن زبيد وَمن سكن غَيرهَا مِنْهُم وَقد أَحْبَبْت أَن أتبرك بِذكر أعلمهم وأفضلهم بوقتنا وَهُوَ شَيْخي الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الْعَامِل الزَّاهِد جمال الدّين الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ فَهُوَ الإِمَام الْمجمع على جلالته وفضله وتضلعه فِي الْعُلُوم