الْمقَام شمس الدّين بإقامته بِبَعْض الْأَسْبَاب بزبيد فأقيم لَهُ مَا كَفاهُ مِنْهَا بِمَدِينَة زبيد
واشتهر لَهُ ولد نجيب هُوَ الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد قَرَأَ بالفقه على وَالِده وعَلى الْفَقِيه الصّديق بن جعمان وعَلى غَيرهمَا ثمَّ صحب السَّادة الصُّوفِيَّة هُنَالك وَقَرَأَ عَلَيْهِم فِي كتبهمْ كالرسالة للقشيري وعوارف المعارف للسهروردي وَقطعَة من نَوَادِر الْأُصُول للحكيم التِّرْمِذِيّ ولازم الْوُقُوف عِنْد قبر الإِمَام أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل وعد من خَواص الْفَقِيه الصَّالح أبي الْقَاسِم بن جعمان فَلَمَّا توفّي شَيْخه ابْن جعمان سكن بَيت الْفَقِيه ابْن العجيل وتحكم على يَده جمَاعَة من الْفُقَرَاء وَهُوَ لَا يرد سَائِلًا مِمَّا بِيَدِهِ وَلَو ثِيَابه الَّتِي يلبسهَا واجتهد بِالْعبَادَة وَالْقِيَام بإكرام الضَّيْف وَالِاجْتِهَاد بِقَضَاء حَاجَة ذِي الْحَاجة فوصلته الْهَدَايَا وَالنُّذُور من بلدان كَثِيرَة فَكل مَا اجْتمع مَعَه من ذَلِك فرقه على الْفُقَرَاء فَإِذا فني مَا بِيَدِهِ علق الزنبيل بِيَدِهِ وَدَار هُوَ وَبَعض فقرائه يسْأَلُون فَلَا يردهم أحد وَظَهَرت لَهُ كرامات وَهُوَ ووالده على قيد الْحَيَاة عِنْد جمع هَذَا الْمَجْمُوع نفع الله بهما آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَلامَة وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الفرسي الْمَشْهُور بالشويهر هُوَ فَقِيه حَنَفِيّ فَرضِي نحوي لَهُ الباع الأطول فِي الْعُلُوم العقليات وَفِيه الزهادة وَالْعِبَادَة وَمِنْه تجتنى نخب الْعلم المستفادة وَله شعر حسن مِنْهُ مَا قَالَه فِي الْفَقِيه أعظم بن أبي الْبَقَاء الْهِنْدِيّ الْوَافِد إِلَى الْيمن سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثمانمئة وَأقَام بزبيد يقرىء ويدرس فِي الْعُلُوم العقليات فَلَمَّا أَرَادَ أَن يُسَافر إِلَى بَلَده الْهِنْد قَالَ فِيهِ الْفَقِيه وجيه الدّين أبياتا من قصيدة طَوِيلَة أَولهَا
(آنستنا يَا أعظم ابْن أبي البقايا ... يَا من تأزر فِي ملابيس التقى)
(أَحييت ميت الْعلم بعد وَفَاته ... وَفتحت مَا قد كَانَ مِنْهُ استغلقا)