وَاخْتصرَ كتاب الْأَنْوَار بمختصر سَمَّاهُ أنوار الْأَنْوَار وَله غير ذَلِك
وَحصل بَينه وَبَين الْفَقِيه شمس الدّين عَليّ بن عطيف اليمني المجاور بِمَكَّة مباحثات وَاخْتِلَاف فِي مَسْأَلَة حدثت وَذَلِكَ أَن امْرَأَة نذرت بصداقها على غير الزَّوْج وَقد كَانَ الزَّوْج حصل مِنْهُ تَعْلِيق الطَّلَاق على بَرَاءَته من الصَدَاق فأبرأته بعد إِنْكَاره النّذر وَقد ذكرت ذَلِك فِي الأَصْل
وَلم يزل الْفَقِيه تَقِيّ الدّين مُفِيدا للطلبة فِي مَدِينَة زبيد باذلا نَفسه لنشر الْعلم متواضعا مُجْتَهدا بِالْعبَادَة جَارِيا على قَاعِدَة الْعلمَاء العاملين وَهُوَ من أشهر الْعلمَاء بِهَذَا الْعَصْر
وَله ولد نجيب قَرَأَ على وَالِده وانتفع وَهُوَ يدرس ويفتي بوصاب السافل وَسبب انْتِقَاله مَا حدث فِي زبيد ايام العبيد من الْخَوْف فتأهل الْفَقِيه تَقِيّ الدّين بهَا وَحدث لَهُ بهَا هَذَا الْوَلَد فَبَقيَ هُنَاكَ وَرجع الْفَقِيه تَقِيّ الدّين إِلَى مَدِينَة زبيد عِنْد زَوَال الْخَوْف بهَا وملكها السَّادة بني طَاهِر وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثمانمئة
وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَلامَة كَمَال الدّين مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْمَشْهُور بالمشرع وَلَيْسَ هُوَ من ذُرِّيَّة المشرع الْمَشْهُور بل هُوَ ابْن عَم أَبِيه فَجَمِيع أهل هَذَا الْبَيْت يعْرفُونَ ببني المشرع تفقه هَذَا الْفَقِيه بالفقيه عفيف الدّين عبد الله بن أبي الْقَاسِم الأكسع وبالفقيه رَضِي الدّين أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن جعمان وَغَيرهم وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى ثمَّ قَرَأَ على القَاضِي جمال الدّين الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ وَأذن لَهُ بالإفتاء بِمَدِينَة زبيد ثمَّ جرت بَينهمَا أُمُور تولد مِنْهَا وَحْشَة بَينه وَبَين بني النَّاشِرِيّ فَلَمَّا استقام الْمقَام شمس الدّين عَليّ بن طَاهِر بِملك الْيمن لَاذَ الْفَقِيه كَمَال الدّين بالمقرىء شمس الدّين يُوسُف بن يُونُس الجبائي فتوسط لَهُ إِلَى