الْمَجْمُوع وَكَانَ أجل مشايخه عِنْده الشَّيْخ عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ
وَكَانَ دُخُول الشَّيْخ مجد الدّين الْيمن سنة سِتّ وَتِسْعين وسبعمئة وَقَالَ الخزرجي كَانَ وُصُوله إِلَى ثغر عدن فَلَمَّا علم السُّلْطَان الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل طلبه إِلَى زبيد وَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار لقصد الزَّاد فقبضها وَوصل إِلَى زبيد بِشَهْر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة فَأعْطَاهُ السُّلْطَان برسم الضِّيَافَة ألف دِينَار ووالى عَلَيْهِ من إحسانه أَضْعَاف ذَلِك وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب شَيْئا كثيرا وعكفت عَلَيْهِ الطّلبَة وقرؤوا عَلَيْهِ صَحِيح الإِمَام البُخَارِيّ فَاجْتمع من الْفُقَهَاء وَغَيرهم جمع عَظِيم وَالَّذِي حضر عِنْد ختم الْكتاب نَحْو سبعمئة رجل ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ السُّلْطَان من الْأَسْبَاب بِمَدِينَة تعز شَيْئا كثيرا مَعَ مَا وهب لَهُ من النخيل والأراضي بزبيد
فَلَمَّا وصل مَدِينَة تعز عكفت عَلَيْهِ طلبة الْعلم من أَهلهَا وفقهائها وَمن غَيرهم من كل مَكَان فَسَمِعُوا عَلَيْهِ كتب الحَدِيث وَالتَّفْسِير وأفادهم الْفَوَائِد السّنيَّة وَكَانَ كل من قَرَأَ عَلَيْهِ يحضر على مائدته للْأَكْل فَيقدم سماطا أول النَّهَار وسماطا آخِره وَوقت الْقِرَاءَة يَدُور عَلَيْهِم الخدم بمجامر الْعود والعنبر من ابْتِدَاء الْقِرَاءَة إِلَى آخرهَا وَلما توفّي السُّلْطَان الْأَشْرَف واستقام السُّلْطَان النَّاصِر زَاد فِي إكرام الإِمَام مجد الدّين الْمَذْكُور وتعظيمه وولاه الْقَضَاء الْأَكْبَر وَكتب لَهُ منشورا بِإِطْلَاق يَده ونفوذ أمره على كل أحد فِي مملكة السُّلْطَان الْمَذْكُور
وَكَانَت الْعلمَاء فضلا عَن غَيرهم إِذا حَضَرُوا مَجْلِسا هُوَ فِيهِ لزموا الْأَدَب مَعَه فَمن كَانَ مِنْهُم مُفِيدا صَار بَين يَدَيْهِ مستفيدا فيكتبون مُعظم مَا يتَكَلَّم بِهِ ويعلقونه فِي كتبهمْ وَقد قَالَ بَعضهم لبَعض تلامذته إِنَّه أعجمي فَقَالَ تِلْمِيذه قد أحسن الأول بقوله