وَمن المتوفين بِمَدِينَة زبيد من الوافدين إِلَيْهَا شيخ الْإِسْلَام وَإِمَام الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مجد الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِدْرِيس بن فضل الله بن شيخ الْإِسْلَام أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف الفيروزابادي الْقرشِي الصديقي الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ هُوَ رَاكب ذرْوَة الْمَعَالِي والمفاخر الكاسب فَضَائِل المناقب والمآثر أَلْقَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة مقاليدها وملكته السِّيَادَة طريفها وتليدها وأوطأه الْمجد كَاهِله وبوأه الْكَرم مواطنه ناهيك من رجل شهِدت لَهُ بالبلاغة تصانيفه وَدنت على شُعَاع شمسه تواليفه فَهُوَ الَّذِي تدر بمدرار الْفَوَائِد غمائمه وتفتر عَن أزهار الْفَوَائِد كمائمه
ترْجم لَهُ الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي رَحمَه الله فَقَالَ كَانَ رَحمَه الله فِي الْعلم بِالْمحل الْأَعْلَى وَالْمَكَان الْأَسْنَى إِمَامًا كَبِيرا متضلعا من الْعُلُوم لَهُ فِي كل فن من ذَلِك مصنفات جَيِّدَة وبسطة وَيَد طولى فِي التصنيف وَله قُوَّة قريحة مطاوعة وَقدم فِي الْعُلُوم راسخة قَارِعَة يفوق أَبنَاء جنسه فَلَا يكَاد أحد يضاهيه بل لَا يدانيه وفضائله فِي ذَلِك أَكثر من أَن تحصر يشْهد بهَا وينطق بِصِحَّتِهَا مَا دون من مصنفاته وتواليفه ورسائله ونظمه ونثره وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ أحد أَعْيَان الزَّمَان والمشار إِلَيْهِ بالبنان فِي الْبَيَان وَمِمَّنْ سحب على سحبان ذيل النسْيَان
وَكَانَ مولده بِشَهْر ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وسبعمئة قَرَأَ على الْأَئِمَّة الْكِبَار مِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْمسند عز الدّين أبي الْعَبَّاس بن أَحْمد بن المظفر النابلسي الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ