فَمنهمْ الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الصريفي الذؤالي هُوَ الإِمَام الحبر الْمُجْتَهد أحد الْأَئِمَّة الْمُحَقِّقين وَالْعُلَمَاء المؤلفين اشْتهر بِمَعْرِِفَة الحَدِيث وَالتَّفْسِير والأصلين والمنطق وَالْأَدب فطار اسْمه واشتهر صيته ودرس وَأفْتى وَأفَاد وتكاثرت عَلَيْهِ الطّلبَة وَقصد للْفَتْوَى من الْبِلَاد الْبَعِيدَة كَانَ أَبوهُ حنفيا ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي فَلم يزل الإِمَام جمال الدّين شافعيا جلدا قَالَ الإِمَام جمال الدّين بن الْخياط هُوَ عَارِف بالأصلين وَالتَّفْسِير ومعاني الحَدِيث وصنف التصانيف البديعة مِنْهَا كتاب حديقة الأذهان فِي شرح أَحَادِيث فضل الْأَخْلَاق وَالْإِحْسَان وَمن تصانيفه كتاب مَاهِيَّة الْحمى وَكتاب فِي ذكر الصِّرَاط وَكتاب صنفه باسم السُّلْطَان الْأَشْرَف سَمَّاهُ التُّحْفَة الْمُدَوَّنَة فِي أسرار السلطنة وَهُوَ كتاب مُفِيد يحثه على مطالعته وَله مُصَنف سَمَّاهُ السِّرّ الملحوظ فِي حَقِيقَة اللَّوْح الْمَحْفُوظ يدل على غزارة علمه وجودة فهمه فتلقي مِنْهُ بِالْقبُولِ
وَله شعر رائق مِنْهُ مَا قَالَه على صفة النَّصِيحَة والوعظ